أكرم السعدني رأي ورؤى

موضوع: أكرم السعدني رأي ورؤى 26/3/2010, 10:33 pm

أكرم السعدني

لا أدري لماذا يضع بعض المسئولين في مصر ودنًا من طين وأخري من عجين عندما نوجه لهم نقدًا فكأننا نكلم أنفسنا أو نؤذن في مالطا، هل المسئول المصري فوق النقد أم أنه ليس من صنف البشر الاعتياديين أم هل هو من صنف الأنبياء الذين لا يأتيهم الباطل؟! لقد بح صوتي وجف قلمي وأنا أناشد الأخ وزير البترول أن يرفع يده عن الكرة في بر مصر وأن يرشد في تصريحاته ولكن الرجل لا حس ولا خبر.. واليوم أتوجه بالكلام إلي رجل صاحب منصب شديد الخطورة ليس في مصر فقط ولكن في العالم الإسلامي كله، إنه الشيخ أحمد الطيب - الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر الشريف.. لقد تم تعيين الرجل بعد الرحيل المفاجئ لشيخ الأزهر السابق الشيخ طنطاوي، والحق أقول كنت أحب الشيخ طنطاوي كإنسان ولكني لم أوافقه علي فتاويه خصوصًا تلك التي كانت تصب في مصلحة النظام واليوم أشهد أول القصيدة من شيخنا الجديد الجليل.. فأجدني علي الجانب الآخر من الرجل .. فهو - وياللهول -عضو في الحزب الوطني الديمقراطي .. والمصيبة الأعظم أن الرجل أعلنها علي الملأ.. أنه سيظل حزبيًا وطنيًا إلي الأبد.. مع أننا جميعًا استمعنا إلي رئيس الجمهورية -شفاه الله- وهو يعلنها دائمًا وأبدًا .. أنه لا دين في السياسة .. ولا سياسة في الدين!! فهل يخالف شيخ الأزهر أقوال رئيس الجمهورية.. قد يتهمني أحدهم بالغباء أو بالاستعباط .. وفي الحقيقة أنا لست غبيًا والحمد لله.. وعلي استعداد أن أقسم أغلظ الأيمان بأنني لا أستعبط ولا أستهبل لأن هذا الفعل هو ما يصنعه غيري.. فبالله عليكم أيها السادة كيف يمكن لنا أن نتصور الإمام الأكبر للمسلمين في مصر كلها والأمة العربية وباكستان وأفغانستان والهند وبنجلاديش وعموم أفريقيا وأيضًا أوروبا التي أصبح فيها المسلمون بالملايين.. أقول نتصور أن الإمام الأكبر لهذا الخليط البشري يمكن أن يتحزب.. إن الإمام الأكبر يا إخوانا رجل يبحر في الدين والفقه ويجتهد في التفسير في أمور أنُزلت من السماء وفي سلوك وأقوال سيد الخلق محمد -عليه الصلاة والسلام.. وكيف يمكن لعمل كهذا أن يتساوي مع عمل حزبي وأي حزب هو أيها السادة إنه الحزب الوطني الديمقراطي.. الحزب الحاكم والمتحكم لكون رئيس الحزب هو نفسه الرجل مبارك- شفاه الله- لقد كنت أفهم أن يفضل الرجل الفكر السماوي علي الفكر البشري مع اعترافي الكامل بأن الحزب الوطني الديمقراطي لا فكر له من الأساس وكنت أفهم أن يكون اهتمام الرجل بإصلاح أحوال المسلمين ولم كلمتهم وشملهم بدلاً من إصلاح حال الحزب الوطني الذي ظهر فيه نواب للقروض ونواب للآثار ونواب لتهريب الموبايلات ونواب من رجال الأعمال أصحاب العبَّارات المضروبة.. إن الفارق عظيم أيها الشيخ الجليل بين رجل يقود ويؤم العالم الإسلامي، ورجل ينقاد داخل حزب، فأنت الإمام الأكبر في العالم الإسلامي من خلال مكانك الديني الرفيع وأنت مجرد عضو في الحزب الوطني لا أثر لك بدليل أنني لم أعلم بعضويتك الميمونة داخل الحزب إلا بعد أن عينوك للأزهر الشريف، ولكن يبقي أخطر الأمور وأكثرها تعقيدًا يا مولانا الإمام الأكبر هي تلك التي تخص رجال الدين في مصر فعلي دربك سوف يسير موظفو الأزهر من المشايخ لا أقصدهم جميعًا ولكنني أشير إلي هؤلاء المشتاقين في الارتفاع إلي الأعلي والوثوب علي المنصب الرفيع في مشيخة الأزهر، مثل هؤلاء سوف يسارعون بالانضمام إلي الحزب الوطني الديمقراطي باعتباره الطريق أو المفتاح السحري للوصول إلي باب المشيخة، بل الأخطر من ذلك كله لو أن قداسة البابا شنودة الثالث -بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية- فكر مثلاً في الانضمام لحزب الوفد ساعتها سوف يزداد الشقاق بين نسيج الأمة الشديد الثراء بحضارته القبطية والإسلامية وسوف نتحول إلي أحزاب وفرق، وربما يتطور الأمر ويعلن شيخ الأزهر أنه أهلاوي وفي المقابل ينحاز قداسة البابا لفريق الزمالك وتتقزم المسائل وتهيف .. وبالطبع هذه أمور لا ينبغي لرجال الدين أن يلعبوا فيها لأنها تمامًا كما اللعب بالنار والبنزين، وأنا شخصيًا أري في مسلك الرجل الفاضل قداسة البابا شنودة المثل والقدوة والنموذج، إنه الرجل الذي قال عنه السعدني الكبير- شفاه الله.. إنه أعظم سياسي مصري ظهر في القرن العشرين، هذا الرجل المنتمي إلي الشعب المصري المحب للتراب والأرض المصرية لم أضبطه ذات يوم وقد لوي عنق الدين من أجل السياسة ولم يسوغ أمورًا لمصلحة النظام تحط من صورته أمام المصريين.. وسعي دائمًا كرجل دين إلي خير هذا الوطن ووأد الفتنة في مهدها وأحيانًا الطناش عن تجاوزات في حقوق الأقباط حتي تمضي المركب بسلام.. لقد ارتفع هذا الرجل بمسلكه إلي العلالي واحتل مكانة مخملية في قلوب المصريين جميعًا وتحول من زعيم روحي لأقباط مصر إلي رمز مصري نبيل، ويا عمنا شيخ الأزهر أتمني أن تراجع نفسك في مسألة التحزب وخصوصًا الحزب الوطني الديمقراطي السعيد فأنت بمنصبك هذا أعظم من كل الأحزاب وأقوي من كل الأحزاب وأبقي من كل الأحزاب حتي بما فيها الحزب الحاكم!!

موضوع: رد: أكرم السعدني رأي ورؤى 26/3/2010, 11:11 pm

ميرسي كتير يا كبير على الخبر ربنا يعوض تعب محبتك ,,,,,,, بوب

موضوع: رد: أكرم السعدني رأي ورؤى 31/3/2010, 1:15 am

ميرسى ياريس على تعب محبتك الجميل

موضوع: رد: أكرم السعدني رأي ورؤى 31/3/2010, 3:29 am

ميرسى كتييييييييييير على الموضوع
وربنا يعوض تعب محبتك

» ماذا يعنى ( أكرم أباك وأمك )