منذ سنوات كان بالمدينة شاب متزوج وكان هو وزوجته ملحدين، لا يؤمنان بوجود اللَّه كانا لا يطيقان اسم يسوع المسيح، ويحسبون السماء خرافة، والصليب أضحوكة. لم يشعرا قط بالسعادة، مع أنهما تزوجا بعد فترة طويلة من الحب. كانا يظنّان أنهما سيكونا أسعد أسرة في العالم. لكن لم تمر شهور حتى حلّت الخلافات بينهما، وفقدا سلامهما، وصارت الحياة بالنسبة لهما جحيمًا لا يُطاق ، وفي أحد الأيام فوجئنا بخبر مؤلم جدًا، فقد أطلق الرجل الرصاص على زوجته ثم ضرب نفسه وارتمى قتيلاً بجوارها ، تسلّمت إحدى المربيات طفلهما الصغير اليتيم، وكانت تهتم به جدًا، لكن كان الطفل يمر بأزمات نفسية مُرّة بسبب حياة والديه المُرّة ، خاصة حين أطلق والده الرصاص ، كانت المربّية مسيحية، وفي أول أحد ذهبت به إلى الكنيسة ثم سلمته لخادمة في مدارس التربية الكنسية، وسألتها أن تهتم به، وكان كل أهل المدينة يعلمون ظروف هذا الطفل المسكين.
بدأت المدرسة الدرس بأن أمسكت بصورة السيد المسيح ثم قالت للأطفال: "من يعرف من هو هذا؟"
للحال رفع الطفل يده وقال بدهشة عجيبة: "أنا أعرفه! لقد رأيته! إني أبحث عنه!"
دُهشت المدرسة وهي تتطلع إلى الطفل وهي تقول: "متى رأيته؟".
أجاب الطفل: "لقد رأيته! إنه هو بعينه! حين أطلق أبي الرصاص على والدتي وعلى نفسه، ظهر لي وحملني على ذراعيه، ومسح دموعي، وهدّأ من نفسي! كيف أنساه؟ حين كنت وحدي في مرارة ظهر لي وسندني!".
------------------------------------------------------
آه يا سيدى كم من مرة هربت من ضيقاتى
كم من مرة تذمرت معلنا غضبى باحتجاجى
مغمضا عيونى مغلقا قلبى معانيا من قلة ايمانى
لم ادرك انك تقف جوارى تحتضنى تحامى عنى وتحتوى كيانى
لم ادرك انك تدلك صدرى لتنقص من حرارة انفاسى
فما اجمل وجودك سيدى حينما تحل بى ضيقات زمانى
فليكن فى كل يوم ضيقة وافتح عيونى لاراك انت جوارى
وحدك انت ابغاك ولا يهمنى من فعل من اعيانى
فيسوع يظهر فى اتون النار ليلطفها فلا اعانى
وفى جب الاسود اراه يقف فتهابه الاسود وترعانى
وفى الصحراء فى القفر يرسل ملاكه على ينادى
فانا هنا لست واحيدا فمعى الملك يضمنى يا اخوانى