النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 34المشاركات : 6103معدل تقييم المستوى : 43بمعدل : 13048تاريخ الميلاد : 19/01/1990الكنيسة او الابراشية : : الانبا تكلا بالزقازيق
موضوع: ميلاد المسيح وميلاد الإنسان 20/12/2009, 5:50 pm
وُلِدَ المسيح من روح الله القدوس، ومن عذراء لم تعرف رجلاً تُدعى مريم، فكان ميلاداً إلهيّاً، لم يحدث له نظير قط لا من قبل ولا من بعد! سبق أن تحدَّثت عن هذا الميلاد الأسفار المقدَّسة، وجميع الأنبياء تنبأوا عنه بآيات كثيرة، وكانت الحوادث كلها تتجه نحوه، وتنتهي إليه، حتى الزمن قيل إنه سيبلغ ملئه يوم مجيئه، وقد كان، فبُدئ بالتاريخ جديداً منذ الميلاد. وهكذا لم يكن المسيح نبيّاً ليتنبَّأ عن مجيء أحد آخر، ولا رسولاً ينتهي عند تكميل رسالته، بل كان هو «كلمة الله» صار جسداً، صائراً في صورة الناس آخذاً شكل العبد! (في 2: 7)، وعاش كإنسان بين الناس، ودَعا نفسه «ابن الإنسان». ولكنه كان ذا مجد إلهي رآه أخصاؤه رؤيا العيان، مجداً فريداً «مجداً كما لوحيد من الآب» (يو 1: 14). وهو قال عن نفسه إن الله أبوه (يو 5: 18). والله ناداه من السماء على مسمع من تلاميذه «هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا.» (مر 9: 7) ولكنه وضع نفسه كالعبد، اختياراً، باتضاع عجيب ومُذهل، حتى يرفع كل العبيد إلى درجة بنوَّته!! «لا أعود أسميكم عبيداً... لكني قد سمَّيتكم أحباء لأني أعلمتُكم بكل ما سمعته من أبي» (يو 15: 15)، وأخلى نفسه قدر ما أمكنه من كل مجد ظاهر حتى يتفرَّغ لشركة الآلام مع الناس، هذه الآلام التي وُلد خصيصاً لكي يحملها عنهم كاملة، ليرفع لعنتها عن بني الإنسان، ويتوِّجها في النهاية بموت اختياري، قَبـِلَه كقضاء دين وحكم تأديب، عن كل خطاة الأرض، ليهبهم بموته براءة. وهكذا لم يَعُد الموت للإنسان قضاء دَيْنٍ وحُكْمَ تأديب عن خطية وعن إثم وتعدٍّ، بل حكم براءة وكفَّارة! وقام المسيح من بين الأموات بمجد وجلال ومشيئة سبق أن أعلن عنها، فأعطى للإنسان بالقيامة قوة الغلبة على الموت، وطبيعة الحياة الجديدة الممتدَّة مع الله بعد الموت وإلى الأبد، يستمدها الإنسان من المسيح وبروح الله منذ الآن كعربون لما هو آتٍ. فأصبحنا، ونحن الآن في قيامة المسيح، لا يمنعنا الموت عن البقاء في حياة مع الله لا تزول. هكذا احتضن المسيح العالم كله بآلامه وموته وقيامته، فوهب الإنسان ميلاداً جديداً في ميلاده، وآلاماً شافية بآلامه، وموتاً بموته، وقيامة مبرَّرة لحياة أخرى أبدية. أو بمعنى آخر، فإن المسيح جعل الإنسان خليقة جديدة روحية بعد أن كان خليقة ترابية وحسب. وصارت حياة الإنسان ممتدَّة في الله إلى ما لا نهاية. وبالتالي، لم يَعُد تراب الأرض أو الجنس أو اللون أو العنصر الذي ينحدر منه الإنسان، سبب فخر أو علَّة عار فيما بعد! فالإنسان، كل إنسان، قد تجنَّس بالمسيح، وبالتالي بالله في المسيح!! ولم تَعُد المرأة من دون الرجل، ولا العبد من دون الحُر، ولا الفقير من دون الغَنِي، ولا الجاهل من دون الحكيم، لا كأنها حقوق إنسان تؤخذ بالمنطق أو تؤخذ غلاباً؛ بل هي عطية الله للإنسان بميلاد المسيح، إذ رفع البشرية فيه إلى درجة بنوَّته، فصار الكل أبناء الله يُدْعَوْن!! والبنون متساوون في كل شيء. لقد وُلِدَ الإنسان جديداً يوم ميلاد المسيح، لميراث أبوي محفوظ له في السموات، لفرح لن يُنـزع منه، ومجد لا يُنطق به. هو عطاء مجَّاني للإنسان الذي شبع شقاءً عَبْرَ الدهور، فكما كان ميلاد المسيح أعظم هبات الله للإنسان، هكذا صار لنا هذا الميراث معه في السماء كعطية مجَّانية، كالشمس والهواء للخليقة الترابية، فمَنْ ذا يشتري الشمس أو مَنْ ذا يبيع الهواء؟ هكذا الله في المسيح لا يبيع برّه بثمن، ولا قيامته ولا ميراثه في المجد. كل مَنْ يسأل يأخذ، ومَنْ يطلب يجد، ومَنْ يقرع يُفتح له (لو 11: 10). بل وأكثر من ذلك، فإنه يسبقنا إلى باب السؤال عينه: «هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشَّى معه وهو معي.» (رؤ 3: 20) إن بنويَّة الله قد صارت مَشاعاً على وجه الأرض كلها لكل بني الإنسان، في ميلاد المسيح المسيح وُلِدَ بجسد من روح الله ومن عذراء؛ جسد إلهي هو، مقدَّس، ممتد، لا حدود له، يشمل البشرية كلها بالتبني؛ فقد قيل في الكتاب إن المسيح هو آدم الثاني، رأس البشرية الجديدة، كل مَنْ قَبـِلَه واعتمد باسمه يولد له بالروح ويصير ابناً لله فيه! فميلاد المسيح يشهد شهادة حيَّة ناطقة أشد ما يكون النطق أنه هكذا أحب الله الإنسان، أحبه حبًّا في ذاته، فأخذ منه جسداً اتحد به، واتخذه لنفسه إلى الأبد! فميلاد المسيح هو بحد ذاته ”عهد محبة“ قامت ودامت بين الله والإنسان، هو عهد قطعه الله على نفسه في بيت لحم، في جسد أخذه، ولن يتخلَّى عنه إلى الأبد، في اتحاد مع الإنسان يفوق العقل والمنطق، عهد مُصالحة عُظمى ووحدة مطلقة بين اللاهوت والناسوت! وهكذا، بهذا الميلاد الإلهي العذري انفتح عهد أُلفة ومودة عجيبة بين الله وكل إنسان، على مستوى شخصي كأعلى ما تكون العلاقة بين حبيب وحبيب، أفصح عنه الآب يوماً من نحو المسيح فناداه، وكأنما هو ينادي فيه البشرية كلها وكل إنسان: «أنت ابني الحبيب الذي به سُررت.» (مر 1: 11) فميلاد المسيح هو عهد حب مُعلَن من الله تجاه كل إنسان، كوثيقة تنازل مذهلة سجَّلها الله على نفسه في بيت لحم، في شخص يسوع المسيح، باستعداد التنازل عينه إزاء دعوة كل إنسان للحب والاتحاد! فميلاد المسيح، إذن، ليس نموذجاً محدوداً لحب وحَّد بين الله والإنسان في بيت لحم انتهى بانتهاء تاريخ الميلاد، بل هو مجال إلهي انفتح بلا حدود على كل إنسان ولن يكفَّ حتى يصبح «الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا، ليؤمن العالم أنكَ أرسلتني... ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم.» (يو 17: 26،21)
الأب متى المسكين
™¤¦ابانوب عماد¦¤™
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 02/09/2009العمر : 33المشاركات : 7907معدل تقييم المستوى : 22بمعدل : 8764تاريخ الميلاد : 06/08/1991الكنيسة او الابراشية : : كنيسة الملاك ميخائيل
موضوع: رد: ميلاد المسيح وميلاد الإنسان 20/12/2009, 10:39 pm
ميرسي ليك يا ريس جميل جدا فعلا ربنا يعوض تعب محبتك وبجد مجهود رائع منك ,,,,,,,, بوب
christina.awad + المسئول التانى عن المنتدى +
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 03/09/2009المشاركات : 7214معدل تقييم المستوى : 29بمعدل : 8649الكنيسة او الابراشية : : كنيسه العذرا وماريوحنا بالزقازيق
موضوع: رد: ميلاد المسيح وميلاد الإنسان 25/12/2009, 10:17 pm
ميرسى على تعبك الجميل مجهود رائع منك
+Roka_Jesus+
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 03/09/2009العمر : 34المشاركات : 1070معدل تقييم المستوى : 10بمعدل : 1408تاريخ الميلاد : 01/01/1990الكنيسة او الابراشية : : العذراء مريم و ابو سيفين
موضوع: رد: ميلاد المسيح وميلاد الإنسان 4/1/2010, 10:41 am