لماذا الاستمرارية بالصلاة؟ ولماذا قضى ربنا يسوع الليل كله بالصلاة؟
ولماذا لا نختبر مفاعيل الصلاة؟ في حين أنه كتب أن الصلاة تقدر في فعلها
حين يكون المصلي باراً، طلبة البار فعلها عظيم. إن المسيح يسوع قال "ينبغي
أن يصلى كل حين ولا يمل".
لماذا نختبر الملل في الصلاة ولا نختبر الاستمرارية فيها؟ يكتب القديس
بولس الرسول مرتين عن المواظبة على الصلاة لأهل رومية والصلاة بلا انقطاع
لأهل كولوسي، وفي الرسالة نفسها يكتب عن أبفراس المجاهد في الصلاة..
إن جهادك في الصلاة سر انتصاراتك على الجسد وايحائه وانتصارك على العالم
وأخاديعه وانتصارك على الشيطان وحيله وأكاذيبه. ما قاله يسوع "صلوا لئلا
تدخلوا في تجربة" يعني أن الصلاة تبعد عنا التجارب وتفوت على العدو شره.
استعصى على مجموعة من التلاميذ إخراج روح شرير من إنسان معذب فسألوا
المسيح ماذ لم نقدر نحن أن نخرجه؟ أجاب يسوع هذا الجنس لا يخرج إلا
بالصلاة والصوم. ما أقوى ما كتبه النبي أشعياء إذ كتب "يا ذاكري الرب لا
تسكتوا ولا تدعوا الله يسكت.. ألا تعطينا بعداً آخر ألا نسكت".. الكلمة
الأولى "يا ذاكري الرب لا تسكتوا" أي لا تكفوا عن الصلاة، الكلمة الثانية
"ولا تدعوه يسكت" تعني أن الله يتوقف عن العمل حين نتوقف عن الصلاة.
الله يريد أن يبارك ويعطي ويرفع ويرسل نهضات وانتعاشات ولكن عن طريق
الصلاة. النبي صموئيل قال "حاشا لي أن أخطئ وأكف عن الصلاة لأجلكم". لقد
اعتبر الكف عن الصلاة خطأ، وبهذا الخطأ وقعنا ونقع فيه. لماذا يقل منسوب
صلواتنا اليوم عن الأمس؟ إن هذا خطية. إن طابع صلوات النبي صموئيل هو
الطابع الاستمراري. لقد رأيت عظمة الرسل في هذا القول "لا يليق أن نخدم
موائد" علينا أن نواظب على الصلاة وخدمة الكلمة، يا خدام الله واظبوا على
الصلاة.
ما أرهب الأيام الأخيرة.. فقد بدأنا ندخل أزمنة صعبة، فيكتب القديس بطرس
الرسول "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات". يا خدام
فيكم قوة لو استخدمتموها لغيرتم مجرى التاريخ. يا خدام فيكم قوة لو
استخدمتموها لهدمتم حصون الوثنية وقلاع الجهل والغشمنة، إن رجال الصلاة
أقوى وأثبت بكثير من رجال الوعظ والتعليم والترنيم.
أيها الأحباء يا خدام الله أيها الأخوة:
1.بالصلاة واللجاجة خرج بطرس الرسول من السجن.
2.بالصلاة ننجو من التجارب ونقهر الضيقات والأمراض المستعصية.
3.كم من مريض شفي بالصلاة وكم من مشكلة انحلت بالصلاة.
4.كم من فاشل تقوى بالصلاة في الرب فزال فشله.
5.أما واظبت الكنيسة الأولى على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات.
6.هيا أعطوا للصلاة الأولوية في برامج الكنيسة.
7.كلما زادت صلواتنا زادت أعدادنا.
8.الأرملة لم تتوقف عن مراجعة القاضي الظالم فنالت، لذا لا تتوقف عن مراجعة القاضي العادل المحب لأنك حتماً تنال.
9.ألسنا مكلفين بالصلاة لأجل جميع الناس ولأجل جميع الذين في مناصب عالية
لأجل الملوك والحكام والرؤساء؟ إن حماية عظماء العالم متوقف على صلواتنا
لأجلهم حتى تكون قراراتهم صائبة وسليمة، لنقضي حياة مطمئنة هادئة. ألا
يدعنا هذا نتهم خدام الله إبان الحرب العالمية الأولى والثانية.. صحيح لا
بد أن هذا يكون، حروب وويلات، ولكن لا نتوقف عن الصلاة إذ يقول الرب يسوع
"صلوا لتحسبوا أهلاً للنجاة من كل المزمع أن يأتي على المسكونة".
10.أما دحرنا قوى معادية معاكسة بقوة الصلاة! ويل للعالم إذا تحدى القديسين المصلين.
11.صدق من كتب وقال "الركب الساجدة أقوى من الجيوش الزاحفة". فلنعد نبني برج الصلوات الاستمرارية. وأكيد سيباركك الرب.