كنت جالسا في هيكل الكنيسة في منتصف الليل , أصلي من أعماق قلبي لربي لعله ينظر إلي ضعفي و مذلتي و يرحمني , و فجأة أحسست بإحساس غريب . إذا بروحي تنزع مني و ترتفع بسرعة رهيبة لتتخطى الكنيسة و السحب و الكواكب و النجوم و المجرات و وجدت نفسي على باب مكان واسع جميل المنظر لا أستطيع وصفه لكنه مكان رائع بكل ما تحمله الكلمة من معان .
و على الباب وجدت لافتة مكتوب عليها الفردوس و رأيت ملاك واقفا و هو يقول لي : ما اسمك ؟ و ماذا تريد ؟ قلت له بفخر : ألا تعرفني أنا الخادم في كنيسة مارمينا بفلمنج , أنا الأنسان الطاهر النقي , أنا الخادم الأمين الذي أجذب الخراف الضالة بعظاتي الشهيرة , أنا الذي كنت أرد الخطاه لحضن أبيهم , أنا الذي .......
" كفاك تفاخرا " قالها الملاك ثم جذب ملف يحوي اسمي ثم فتحه . يا لهول ما رأيت , فأن ملفي ممتلىء بقع سوداء تلوث صفحاته البيضاء . و كانت البقع السوداء هي خطاياي التي كنت قد نسيتها في غمرة إنشغالي بالأمور الأخرى .لقد انشغلت بالخدمة و مشاكلها التي لا تنتهي و نسيت خلاص نفسي و تجاهات خطاياي الكثيرة .
نظر لي الملاك و قال : معذرة , مكانك ليس هنا .
انفعلت و صرخت و صحت و قلت " كلا , أنا الخادم , أنا الطاهر , أنا النقي , أنا ال.... " و لكنه تركني و جلست أبكي و أبكي و ندمت جدا على ما فعلته من آثام و خطايا و ....
ثم التفت و رأيت صورة المسيح المصلوب على باب الفردوس , و كان الدم يقطر من جانب السيد المسيح . فخطرت لي فكرة مذهلة , فقمت و أمسكت ملفي الأسود المتعكر بالخطايا و وضعته تحت صليب المسيح و كانت الدماء الطاهرة تجري على الملف الأسود و تز يل الخطايا السوداء . فرحت جدا و أخذت أقلب صفحات الملف حتى صار أبيضا نقيا .
عدت للملاك ثانية و قلت له :ها ملفي أبيض نقي . فابتسم الملاك و قال لي : إن أعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم .
ثم فتح باب الفردوس فاندفعت بشوق لملاقاة حبيبي و ربي و إلهي و دخلت و ......
" إيه يا ابني , أنت هتطول و لا إيه , عايزين نقفل الكنيسة علشان ننام " و كان صوت الفراش المسئول عن الكنيسة .
v كثير ما ننشغل بالخدمة و بخلاص آخرين و ننسى خلاص نفوسنا .
v كثير ما نعترف بخطايانا التي نشعر إنها خطايا كبيرة و لا نتذكر الخطايا الصغيرة .
v إن الخطايا الصغيرة هي كالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم .
v إن تذكرنا خطايانا و تبنا عنها ينساها الرب و إن نسينا خطايانا يتذكرها الرب
- اقتباس :