هب لى قطعة رنجة !
ابونا تادرس يعقوب ملطى
قيل انة بعد معركة عارمة وجهاد شاق انتهى الامر بنصة الامبراطور نابليون
بونابرت اراد الامبراطور مكافأة بعض الرجال من جنسيات مختلفة قاموا بادوار
بطولية فى ذلك اليوم وصرخ الامبراطور قائلاً : قولوا لىّ يا ابطالى
المملوءين شهامة ما هى رغبتكم وانا احققها لكم ؟
قال البطل البولندى : ان ترد لبولندا استقلالها . اجابة الامبراطور : ليكن هذا
قال التشيكوسلوفاكى : انى فلاح هب لى قطعة ارض ازرعها . اجابة الامبراطور : ليكن لك قطعة ارض
وقال الالمانى : هب لىّ باراً لاشرب بيرة . اجاب الامبراطور : اعطوه باراً
جاء الدور على جندى يهودى فتطلع اليه الامبراطور مبتسما : ما هى رغبتك ؟
فى حياء شديد تردد قال اليهودى : ان حسن فى عينك يا سيدى هب لىّ قطعة رنجة
حسنة . دهش الامبراطور الذى هزّ كتفية استهجاناً قائلاً : اعطوا هذا الرجل
قطعة رنجة
اذ تركهم الامبراطور التف الابطال حول اليهودى يوبخه : يا لك من غبى ,
اتتخيل انسانا يطلب من الامبراطور رنجة ؟ اهكذا تعامل الامبراطور اجابهم
الرجل على الفور : سترون من هو الغبى تطلبون استقلال بولندا وحقلاً وباراً
الامور التى لن يقدمها الامبراطور اما انا فواقعى اطلب قطعة رنجة لعله
يعطينى اياها
هب لى يا رب ان اكون واقعيا !
+ من الترابيين ربما اطلب تراباً
اما من السماوى فاسألة السماء
لاسال كل كائن حسب امكانياتة
+ قد يهب البشر شيئا لكنهم غالبا ما يقدمون معة مذلة
اما السماوى فيشتهى بالحب ان يعطى بسرور حتى ذاتة
+ ملعون من يتكل على ذراع بشرى
ترج ارواح البشر ويعودون الى ترابهم
اما من يتكل عليك فليتصق بك
يرتفع بروحك القدوس ليحيا معك الى الابد
ماذا أطلب منك ؟
وهبت لىّ ذاتك , اشبعتنى بك يا خبز الحياة , ارويتنى يا ينبوع المياة الحية
قدتنى ايها الطريق الملوكى
انرت اعماقى بمعرفتك ايها الحق الابدى , نزعت عنى كل شعور بالعزلة
صرت لى الاخ البكر , العريس السماوى , الصديق الالهى , الرفيق الحامل اتعابى
فيك كل كفايتى
قدمت لى ذاتك يا صانع الخيرات , فماذا اطلب بعد ؟
هب لى يا رب ان اكون واقعياً