تعذيب القديس:
كان تعذيب القديس مثلا سيئا وحشيا فى القسوة إذ خشى الوالى ان تجذب الكلمات الصادقة التى نطق بها القديس ومنظره السماوى الجموع الواقفة من الوثنيين او ربما اراد الوالى ان يثبت انه كفيل بكل ما اوكل اليه من استعمال الشدة والقسوة فى تعذيب المسيحيين ، لذلك امر ان يقيدوه وان يقطعوا اصابعه وأن يضعوا عليها خلا. ثم امر ان يجيئوا بمسامير من حديد متوهدة بالنار ويدحرجوه عليها . وكأن هذا لم يكن كافيا فأضافوا اليه أنهم صبوا فوق رأسه قارا مغليا.
ولم يحتمل الشاب مكاريوس كل هذا فسقط مغشيا عليه وظل هكذا لمدة طويلة الى ان تركه المعذبون.
«لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ
الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ
بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ
وَ الَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى
حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ»