كارثة جديدة (تسمم) مياه النيل فى نجع حمادى
الخميس 23 سبتمبر 2010
حمادة عاشور وماهر عبدالصبور
فيما أعلنت محافظات فى الصعيد «حالة الطوارئ» تحسبا لانتقال بقعة زيت عبر مياه النيل إلى حدودها، تحقق نيابة مركز نجع حمادى فى واقعة غرق مركب (رفاس) إنقاذ يسمى «أبوالهول»، والذى غرق مساء أمس الأول، قبالة مدينة نجع حمادى، متسببا فى تسرب كمية كبيرة من السولار إلى مياه النيل.
وأكدت التحقيقات التى باشرها محمد أبوكريشة وكيل النيابة، تحت إشراف حسام العادلى مدير النيابة، أنه أثناء سير الرفاس «أبو الهول» من محافظة أسيوط متوجها لأسوان للمشاركة فى سحب الصندل الغارق ــ الأسبوع قبل الماضى ــ أصيب بعطل فنى فى محركه، قبل أن يغرق أمام مرسى الرئيسية بمدينة نجع حمادى، مساء أمس الأول.
واستمعت النيابة لأقوال سائق المركب محمد أحمد على، وعاطف سيد أحمد، مدير مكتب شركة النيل العامة للنقل النهرى المالكة للرفاس، اللذين قالا فى التحقيقات، أنه أثناء توقفهم أمام مرسى قرية الرئيسية بنجع حمادى: «فوجئنا ليلة الثلاثاء الماضى بهبوط فى منسوب مياه النيل أدى إلى ميل الرفاس وغرقه فى نهر النيل الأمر الذى أدى إلى انتشار كمية من السولار واختلاطها بمياه الشرب».
وأمرت النيابة باحتجاز قائد الرفاس ومدير مكتب شركة النيل العامة على ذمة التحقيقات، ونسبت إليهما عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تلوث مياه النيل بعدم إخطارهما الجهة الإدارية المختصة، المتمثلة فى هندسة حماية البيئة، التابعة لوزارة الرى، وطلبت النيابة تحريات قسم شرطة المسطحات المائية حول الحادث.
ورفعت أجهزة المحافظة حالة التأهب القصوى بعد انتشار السولار على سطح النيل، فى حين بدأ جهاز شئون البيئة فى التعامل مع البقعة فى محاولة لاحتوائها والقضاء عليها باستخدام التيارات الهوائية
وقال مصدر أمنى لـ«الشروق»: إن جهودا تبذل حاليا لرفع الصندل أبو الهول من مياه النيل بواسطة شرطة المسطحات المائية وجهاز شئون البيئة، واللذين استعانا بأوناش تابعة لشركة مصر للألومنيوم، لافتا إلى أنهما «لم يتمكنا من سحبه ليلة الأربعاء لضعف الرؤية ليلا، وعدم وجود وسائل إضاءة جيدة تحت المياه، وهو ما استدعى استئناف العمل صباح أمس (الخميس)».
على صعيد متصل، استمعت نيابة نجع حمادى لأقوال اللجنة الفنية المشكلة من المحافظة للوقوف على أسباب انتشار بقعة المازوت يوم الاثنين الماضى، وقالت اللجنة أن بقعة المازوت «انتشرت أثناء تفريغ الصندل «ماريس» التابع لشركة سكر نجع حمادى لحمولته فى محطة الرفع»، وأمرت النيابة باستدعاء مسئولى الشركة السكر للاستماع لأقوالهم حول الواقعة.
وحصلت «الشروق» على مستند رسمى يفيد «عدم مسئولية الشركة عن تسرب بقعة المازوت» بحسب المستند، الذى هو عبارة عن أمر شحن مواد بترولية خاص بالصنادل، والصادر عن شركة مصر للبترول.
ويفيد المستند أن الصندل «ماريس»، تم تحميله بنحو 250 طنا من المازوت فى 2 أغسطس 2010 من مدينة أدفو بأسوان، توجه بها إلى شركة السكر بمدينة نجع حمادى، وثابت فى المحرر تاريخ تفريخ الشحنة فى يوم 23 أغسطس.
فى شأن ذى صلة، قرر الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا، تشكيل لجنة طارئة برئاسة اللواء علاء الهراس، سكرتير عام المحافظة، استعدادا لمواجهة مشكلة آثار تسرب بقعة السولار فى مياه النيل بأسوان.
تضم اللجنة فى عضويتها مسئولين من البيئة وحماية النيل والصحة والزراعة والرى وحماية النيل وشركة المياه والصرف الصحى ومعمل تكرير البترول وجميع الأجهزة المعنية بحماية مجرى نهر النيل وسلامة مياهه.
وأمر المحافظ بتشكيل فريق عمل يضم كيميائيين ومسئولين بالبيئة والصحة والرى والمحافظة لترقب وصول بقعة السولار إلى حدود المحافظة الجنوبية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجنب آثارها الضارة على مياه الشرب والرى.
وقال المهندس محمود أبوزيد، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن تعليمات المحافظ تقضى بالمراقبة التامة لخط سير بقعة السولار، خصوصا عند الحدود الجنوبية للمحافظة مع غلق جميع مآخذ المياه فى حال وصولها إليها والاعتماد على احتياطى المياه الموجود فى الخزانات.
المصدر
جريدة الشروق