النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 02/09/2009العمر : 38المشاركات : 3312معدل تقييم المستوى : 26بمعدل : 7633تاريخ الميلاد : 19/01/1986الكنيسة او الابراشية : : البطل مارجرجس عين شمس
موضوع: الظواهري يستغل الاحتقان الطائفي في مصر 6/11/2010, 11:01 am
الظواهري يستغل الاحتقان الطائفي في مصر
أحمد سيد حسن هل يوسع تنظيم القاعدة نطاق عملياته الإرهابية ليشمل مصر؟ وهل تتحول التهديدات التي أطلقها جناح التنظيم أو فرعه الناشط في العراق ضد أقباط مصر الى واقع على الأرض بشن عمليات منتقاة ضد منشآت قبطية أو افراد مسيحيين؟ وهل هناك خلايا نائمة لـ «القاعدة» في مصر؟ أم ان هناك من يعمل ب{الوكالة} عنها خصوصا في هذه الأيام البالغة الحساسية؟
سيل من الأسئلة يطل بقوة في أعقاب الهجوم الإرهابي الدموي ضد كنيسة النجاة في بغداد وتبنته ما يسمى ب{دولة العراق الاسلامية}. وقبل أن تجف دماء مسيحيي العراق شددت أجهزة الأمن المصرية إجراءاتها لحماية الكنائس في كافة المناطق والمدن، خصوصا تلك الواقعة أماكن نائية، وكذلك المحال التجارية التي يملكها مواطنون أقباط وغيرها من المؤسسات التعليمية والطبية التي تديرها الكنائس المسيحية المختلفة.
مشكلة مزدوجة المشكلة التي تواجهها اجهزة الأمن المصري تكمن في إتساع مساحة التهديدات وتعدد الأهداف المحتملة، ويزيد من صعوبة الموقف استمرار حالة الاحتقان الطائفي في أعقاب المواجهات الإعلامية بين مفكرين ورجال دين تبادل خلالها الطرفان اتهامات خطرة، طالت أسس العقيدة والإيمان، على وقع ما قاله في محاضرة الرجل الثاني في الكنيسة القبطية الأنبا بيشوي والإتهامات التي وجهها المفكر الإسلامي البارز الدكتور سليم العوا للأقباط بتخزين أسلحة في الكنائس والأديرة. وقد استفحلت هذه الظاهرة بعد الاعتداء الإرهابي على كنيسة نجع حمادي (جنوب البلاد) خلال أعياد الميلاد المجيد العام الماضي.
المواقع الإلكترونية وساهمت احداث طائفية اخرى في زيادة الاحتقان واخرها قضية زوجة كاهن كنيسة في مدينة دير مواس في صعيد مصر، كاميليا شحاتة، التي تحولت الى قضية طائفية خطيرة، فشلت الأجهزة الأمنية والكنيسة في معالجتها، فلم تؤدّ. تأكيدات الكنيسة بأن كاميليا شحاتة مازالت مسيحية ولم تسلم ابداً، في انهاء تظاهرات كل جمعة أمام مساجد مختارة في القاهرة والاسكندرية حيث معاقل الجماعات السلفية التي تستمر للشهر الرابع على التوالي في رفع شعارات تتهم البابا باخفاء كاميليا شحاتة التي يقال إنها أسلمت، وتدعو لتحريرها حتى لا تلقى مصير المسيحية الأخرى التي اختفت من أحد الأديرة منذ عدة سنوات (وفاء قسطنطين). ولعبت المواقع الالكترونية دورا كبيرا في إشعال الأزمة المفتعلة حول إختفاء شحاتة وقسطنطين، ونجحت جماعات سلفية متطرفة في تنظيم تظاهرات كل يوم جمعة، قابلتها تظاهرات مضادة نظمتها كنائس احتجاجا على {اضطهاد} بحق المسيحيين وعدم توافر حماية أمنية لهم.
القاعدة يستهدف الانتخابات وفي هذه الأجواء المتوترة، والتي ازدادت توترا بدخول مصر الى معركة انتخابية هي الأخطر في تاريخها الحديث، حيث تمهد نتائج معركة انتخابات مجلس الشعب لمعركة انتخابات الرئاسة الغامضة بعد عام، فان تهديدات تنظيم القاعدة، بقيادة الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري تأتي لتزيد المتاعب الأمنية. فالقاعدة يراهن على أي حادث عنف، ولو بسيط، ليبرهن وجوده في البلاد وتحريك «الخلايا النائمة» التي يؤكد وجودها. وتبدو مهمة الأمن في مصر بالغة الصعوبة هذه الأيام ومع التوقعات الكبيرة بحدوث عمليات عنف معتادة على هامش المعركة الانتخابية، في ضمان عدم تحول عمليات العنف تلك الى مواجهات طائفية، خصوصا وأن هناك عددا لا بأس به من المرشحين الأقباط سيخوضون تلك الانتخابات.
الكنيسة تنأى والمثير أن الكنيسة ترفض بشكل رسمي إعطاء أي دعم لأي من المرشحين الأقباط في موقف يبتعد بها عن الانخراط مباشرة في العملية السياسية، وترى أن ترشح أي قبطي هو شأن خاص، ولكنها في الوقت نفسه تبدو أقرب سياسيا الى تأثير ودعم الحزب الوطني الحاكم باعتباره أكبر قوة سياسية ويستند الى قوة حقيقية بأدوات الحكم، كما أنه الأقرب سياسيا الى الأقباط بتأكيدات قادة الحزب ووثائقه الرسمية على أن مصر دولة مدنية وعلى حقوق المواطنة المتساوية. ومشكلة الأقباط أكبر مع جماعة الإخوان التي تصر على رفع شعار «الإسلام هو الحل»، وهو الشعار الذي أكدت لجنة الانتخابات عدم مشروعيته لخطورته على تقسيم المواطنين طبقا لديانتهم، وبالتالي فإن الكنيسة تفضل تلقائيا الاحتماء بالدولة وبالحزب الحاكم، وهذا ما يفسر بيان الكنيسة ردا على تهديدات تنظيم القاعدة بأن التهديدات موجهة للدولة المصرية والأمن في مصر أكثر منها للأقباط. في ضوء تهديدات القاعدة والاحتقان الطائفي، وبدء المعركة الانتخابية بمشاركة مرشحين أقباط، وإصرار الإخوان على رفع شعار «الإسلام هو الحل»، فإن كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.. فحادث واحد، ولو عن طريق الخطأ أو الصدفة، كفيل بإشعال أزمة طائفية كبيرة. فبالرغم من كل الجهود التي تقوم بها الدولة واللقاءات التي تعقدها ب «الأحضان والقبلات» بين رموز الأزهر والكنيسة فإن الملف الطائفي في مصر هش وقابل للكسر، وهو ما يراهن عليه القاعدة وحلفاؤه في مصر.