النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 29/10/2010العمر : 42المشاركات : 11معدل تقييم المستوى : 0بمعدل : 31تاريخ الميلاد : 13/12/1981
موضوع: من يهدد كنائس مصر؟ 7/11/2010, 2:11 pm
من يهدد كنائس مصر؟
بقلم على السيد
تتلاحم فى القاهرة. إذ لم تكن تهديدات من قتلوا المصلين الأبرياء فى «كنيسة النجاة» لكنائس مصر إلا تهديدا للمصريين جميعاً. اذهبوا إلى المواقع الإلكترونية واقرأوا طوفان التعليقات، التى خرجت من المصريين ترد على من تركوا نساءهم معذبات خلف السجون وتكيل لهم الصاع صاعين. كانت التعليقات خير دلالة على أن كنائس مصر للمصريين جميعا، وأن الدفاع عنها هو دفاع عن كرامة ومقدسات المصريين. لم يكن الأمر مجرد هبة عافية فى لحظة شدة، ولم يكن مجرد إحساس بالكرامة، ولم يكن وقوفاً إلى جانب «شركاء الوطن»، إنما كان شعورا حقيقيا يدل على أن مصر ليس بلدا طائفيا كما تحاول دول ومنظمات وجماعات خارجية إظهاره. كان الأمر معبرا عن حتمية الدفاع عن مقدسات «وطن واحد». وصدق البابا شنودة حين قال عن التهديدات القادمة من العراق إنها شر تحول إلى خير.. وأكمل أنها كشفت عن المعدن الحقيقى لأهل المحروسة، وأن ما يقال إنه «فتنة» طائفية، أو «احتقان» طائفى، لا يعدو أن يكون «احتكاكا» طبيعيا، يشتعل، أحيانا، حين تحركه أصابع خبيثة، ويخفت حين ينشط العقلاء، خصوصا فى الصعيد. ففى الصعيد عصبية قبلية يعيش عليها المسلمون والمسيحيون، ويحدث الصراع بين القبائل والعائلات ويقع القتلى لأسباب، كثيرا، ما تكون تافهة، لكنها ليست طائفية بالصورة التى يرسمها مثقفو العاصمة. وإذا كانت الجريمة «المدبرة» فى بغداد جرت لتجر مصر إلى هاوية سحيقة، فالذين تنبهوا لمحاولات الزج بمصر فى فوضى الطائفية، هم الشعب المصرى، الذى عبر عن ذلك سريعا، ولم ينتظر الإجراءات الأمنية، وقال نحن ندافع عن «كنائسنا» بأرواحنا. مصر لن تكون العراق، طالما كان أبناؤها منتبهين لما يحاك ضدهم من مؤامرات تمسك فتيل «الفتنة» بين أصابعها، فمشهد الدماء، التى سالت فى كنيسة «سيدة النجاة»، لم يكن الأول ولا الأخير، ففى العراق نهر ثالث ضفتاه من جثث وأشلاء العراقيين، الذين باتوا رهائن فى يد أهل الحكم وفرق الموت وميليشيات إيران، وقوات الاحتلال. العراق غرق فى فوضى الفتنة الطائفية، لأن أعداءه أرادوا ذلك، ولأن من كانوا يسمون أنفسهم «المعارضين» وهم فى الحقيقة عملاء، كانوا على يقين أن الفتنة هى الخنجر المسموم، الذى إن رشق فى صدر الوطن سيترنح الجميع، وهذا ما حدث بالفعل، ولا أحد يعلم متى يخرج العراق من فتنة أرادتها إسرائيل وإيران وأمريكا ومن معهم. فحين اعتلى الحكم رجال تربوا فى حضن المخابرات الإيرانية، وتسولوا العيش من مخابرات الغرب، سقط الوطن كله فى صراعات الطائفية والعرق، ونسى الناس ما بينهم من صلات دم ورحم، وتفرغ من جاءوا محمولين على الدبابات الأمريكية لجمع مغانم «الفتنة الطائفية». إذن، بتنا نعرف من أين تأتى الفتنة وكيف نطفئها إن اشتعلت؟ بتنا نعرف أن مَن يعارض عن بعد، ولا يسكن بيننا، لا يعرف عنا إلا بقدر المسافة، التى تفصله عنا وهى مسافة كبيرة جدا، وأن من يعارض باسم جماعة أو طائفة، يحارب من أجل تمزيق الوطن. تصديق مثل هؤلاء يجعلنا مثل العراق: وطن يعيش على حافة الموت.