سروراً مع المسرورين.
أُلقـي كاهـن أرثـوذكسي من كـنـيسة رومـانيا في السبعين من عمره في السجن من قِبل الشيوعيين في العصر السوفياتي. مات ابنه في السجن وحُكم على ابنته بالسجن عشرين سنة، وأُجبر أحفاده على الأكل من القمامة. هذا كان يُحَيّي الجميع كل صباح ومساء قائلاً: "افرحوا كل حين".
ذات يوم، سأله أحد السجناء: "كيف تقول دائمًا كلمة "افرحوا"، أنت الذي واجهت كل هذه المآسي الفظيعة؟”. فأجاب: “الفرح هو شيء سهل جدًا. وذلك ممكن إن تمَّمنا وصية واحدة على الأقل من الإنجيل، إذ إنه مكتوب: “افرحوا مع الفرحين”. والآن إذا فرحت مع كل إنسان يفرح، سيكون عندك دائمًا الحافز لكي تفرح بوفرة.
- أنا أجلس في السجن فرحًا لأن هناك الكثيرين أحرار.
- لا أستطيع ان أذهب إلى الكنيسة، لكنني أفرح بكل أولئك الذين يمكنهم الذهاب إلى الكنيسة.
- لا أستطيع أن أتناول من جسد الرب ودمه لكنني أفرح لكل أولئك الذين يستطيعون ذلك.
- لا أستطيع قراءة الإنجيل أو أي كتاب روحي آخر، لكنني أفرح لأولئك الذين يمكنهم ذلك.
- لا أستطيع رؤية الزهور، فطوال هذه السنوات نحن لم نرَ قط أي شجرة أو زهرة، فقد كنا في سجن سري تحت سطح الأرض، لم نرَ قط الشمس أو القمر أو النجوم طوال هذه السنوات، لم نرَ قط أي لون، فقط جدران الزنزانة الرمادية اللون، وملابسنا الموحّدة الرمادية، لكننا نعرف ان العالم الجميل موجود: عالم الفراشات المتعددة الألوان، عالم أقواس القزح. لذلك أنا أستطيع أن أفرح لأولئك الذين يمكنهم رؤية قوس قزح ورؤية الفراشات المتعددة الألوان. في السجن كانت الرائحة كريهة الى أقصى حد لكن يوجد آخرون ينتشر حولهم عطر الأزهار. لا أستطيع رؤية أطفالي لكن أناسًا آخرين يمكنهم ذلك. فالذي يستطيع أن يفرح مع كل أولئك الذين يفرحون، يمكنه أن يكون مسرورًا دائمًا”.