النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 02/09/2009العمر : 38المشاركات : 3312معدل تقييم المستوى : 26بمعدل : 7633تاريخ الميلاد : 19/01/1986الكنيسة او الابراشية : : البطل مارجرجس عين شمس
موضوع: † القيم الروحية فى سر التجسد † 25/11/2010, 12:25 am
القيم الروحية فى سر التجسد
إننا نؤمن بتجسد ابن الله , وهو كلمة الله , والأقنوم الثانى من الثالوث القدوس , طبقاً لقول الوحى المقدس " والكلمة صار جسداً "(يو 1 :14). ونحن لم نكتشف هذه العقيدة بعقولنا , ولكنها أعلنت لنا من الله , فهى حقيقة من حقائق الإيمان. أما نفعها لجنسنا فمما لا يمكن التعبير عنه أو الإحاطة به , ومع ذلك فما أعظم أثر هذه الحقيقة فى نفوس الأتقياء.
1 - أنها تلهب قلوبهم بمحبة الله الفائقة , فقد تنازل ليأخذ صورة طبيعتهم ليتمشى بينهم ويعيش معهم , يكلمهم , ويسمع أنينهم ويلمس أوجاعهم , ويحتمل متاعبهم , ويشفى أمراضهم , ويخفف آلامهم . لقد رآه الذين أمكنهم أن يروه فشبعوا بمرآه , وتنعموا بصوته وبلمسته , وسعدوا بمشيئته بينهم . فما أبعد الفرق بين إله غير منظور , وإله تفضل فجعل نفسه منظوراً لخلقه. لذلك كان المسيح دائماً موضوع تأملات عميقة , وعبادات حارة , وتضحيات كبرى , من جانب أتقياء المسيحيين : تضحيات بالجهد , والوقت ,والمال بل الحياة .. ومن أجل هذا تغنى العباد بأغانى التسبيح والشكر تعبيراً عن الأمتنان لهذا التنازل العظيم من جانب الله الذى تفضل فتجسد وعاش بين الناس , حتى تبارك بعضهم - ومنهم القديس أوغسطينوس - خطيئة آدم التى كانت سبباً فى تجسد ابن الله و إن لم تكن السبب الوحيد لتجسده الكريم.
2- ومن أجل هذا تفنن الرسامون , والمصورون , والنحاتون وكل أرباب الفنون , فى رسم المسيح الرب معبرين عن عمق محبتهم له وإعجابهم به وتأثرهم بتنازله العجيب فى تجسده المنيف.
3 - ومن أجل هذا أيضاً كتب الكتاب كتباً, نثراً وشعراً, صوروا فيها مشاعر الإجلال لشخصه والأنجذاب لحبه . كل هذا ما كان ليكون لولا ما أحدثه تجسد ابن الله من أثر عميق فى نفوس الناس.
4 - بل هذا هو سر الحرارة التى كرز بها الرسل الأطهار ومنهم القديس يوحنا الذى يعبر عن حرارة حبه التى أضرمها فعل التجسد الإلهى فى نفسه فيصف ابن الله قائلاً " الذى كان من البدء , الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا . الذى شاهدناه ولمسته أيدينا " ((1يو 1 : 1). ويقول فى موضع آخر " ونحن قد عاينا ونشهد أن الآب قد أرسل الأبن مخلصاً للعالم " ((1يو 4 : 14 ). وبهذا أيضاً يفتخر مار بطرس قائلاً : " لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته " (2 بط 1 : 16 ) , (مت 17 : 1 , 2 ), (مر 9 : 2).
* * *
ولما كان فعل التجسد من جانب الله موضوعاً لتأمل الأتقياء وتعبدهم ومثيراً لصلواتهم وأعمال محبتهم , كان إنكار التجسد الإلهى جحوداً بالله , استحق من الرسل مقاومتهم , فكتبوا عن المنكرين يصفونهم بأضداد المسيح والمعاندين له , وحثوا المؤمنين على مجانبتهم وعدم مخالطتهم . من ذلك ما يقوله القديس يوحنا الرسول " أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل إمتحنوا الأرواح هل هى من الله . لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم . وبهذا تعرفون روح الله . كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد هو من الله . وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فليس من الله وهذا هو روح ضد المسيح الذى سمعتم أنه يأتى " (1يو 4 : 1 - 3). " لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً فى الجسد . هذا هو المضل والضد للمسيح ... فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام . لأنه من قال له سلام فقد أشترك فى أعماله الشريرة" (2يو 7 : 10 , 11)