النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 02/09/2009العمر : 38المشاركات : 3312معدل تقييم المستوى : 26بمعدل : 7633تاريخ الميلاد : 19/01/1986الكنيسة او الابراشية : : البطل مارجرجس عين شمس
موضوع: شهداء من كوريا الشمالية 25/11/2010, 1:10 am
شهداء من كوريا الشمالية 2001م
رجع كيم (Kim) إلى بيته، غير قادر على النطق. فانزعجت أُمه جداً حينما رأته بهذه الحال، وظنت أنه قد أُصيب بصدمةٍ ما. فجلست إليه تلاطفه وتستدرجه لكي يبوح لها بما أصابه. وأخيراً بدأ كيم يفتح قلبه لها ويُفاتحها بما حدث: ? ”كنتُ مع واحد من أعزِّ أصدقائي منذ قليل، وفجأة اعترضنا اثنان من رجال البوليس، فقبضا على صديقي واتهماه بأنه مسيحي. ثم أمسك به أحدهما وألقاه أرضاً، بينما أخرج الثاني بندقيته وصوَّبها نحوه. أما صديقي فلم ينفعل ولا فتح فاه، ولم يحاول أن يُدافع عن نفسه.
وحتى حينما صُوِّبت البندقية نحوه مباشرة، ظل وجهه يشوبه السلام، وظل مُحدِّقاً في عينيَّ مباشرة دون أن ينطق ببنت شفة. فأدركت أنه يريد أن يقول لي: أن أومن مثله بنفس ما قد آمن هو به. ثم فتح فاه ونطق فقط بهذه الكلمات: "يا رب باركهم".
وهكذا أعدموه في الحال أمامي، لأنه مسيحي. وأنا لا أعلم حتى مجرد ماذا يعني أن يكون الإنسان مسيحياً، ولا أفهم شيئاً عن هذا الأمر“.
- أمسكت أُم كيم برأسه بين يديها، بينما كانت عيناها مغرورقتين بالدموع. والآن، صارت هي نفسها في ذهول، ثم قالت له بكل بساطة: ”إنني مُدركة لكل ما حدث“.
فسألها كيم: ”كيف يمكن أن تكوني مدركةً للسبب الذي قتلوا لأجله صديقي؟“
وبكل هدوء وتأنِّي بدأت تُخبر ابنها عن الرب يسوع المسيح الذي آمنت به، وكيف أنه وُلد من العذراء بمعجزة، وصُلب على الصليب لكي يُخلِّص كل مَن يؤمن به.
وبينما كانت مستمرة في حديثها مع ابنها الأكبر بدأت تجهش وتبكي متنهدة، ولم تستطع أن تواصل الكلام. فقد شعرت بطعنة الألم تجوز في قلبها لكونها كانت تخشى أن تُخبر ابنها عن يسوع المسيح، لئلا يكون مصيره مثل صديقه الذي قتلوه. لكنها في الوقت نفسه أيضاً غمرها فرح لا ينطق به لعلمها أن الرب افتقد ابنها ودبَّر له مَن يُوصِّل له كلمة الحياة.
وأخيراً قالت له: ”لقد رتَّب الله لك أن تُعاين بنفسك استشهاد واحد من أولاده الشجعان. فبينما اخترقت هذه الطلقات قلبه، انغرست في قلبك بذرة الحياة“.
في تلك الليلة صلَّى كيم بحُرقة إلى الرب يسوع، وقَبِلَ المسيح في قلبه، وامتلأ قلبه بالفرح، وقبَّل أُمه وشكرها لأنها أخبرته بالحق. ولكنه فجأة بدأ يبكي وينتحب وبدا عليه الذهول والخَبَل. فنظرت إليه أُمه باستغراب وسألته: ”ماذا دهاك؟“
فأجابها صائحاً: ”إخوتي، إنهم لا يعرفون يسوع، ينبغي أن نخبرهم عنه!“
وللتوّ، وصل إخوته الثلاثة إلى البيت، واكتشفوا أن أخاهم الأكبر وأُمهم يبكيان. ولأول وهلة ظنوا أن شيئاً رديئاً أَلمَّ بوالدهم. وفي الحال ركعوا جميعاً بجوار أُمهم وسألوها بلهفة عمَّا حدث.
وفي جرأة غير معتادة وقف أخوهم الأكبر وأجابهم قائلاً: ”ينبغي عليكم أنتم أيضاً أن تقبلوا يسوع المسيح ربّاً ومُخلِّصاً“. وقبل أن يمرَّ المساء كان ثلاثتهم أيضاً قد قَبِلوا المسيح.
وهكذا امتلأت الأُم بالفرح. فبالرغم من أنها ظلت سنيناً لا تجرؤ من قبل أن تتكلَّم مع أولادها عن الإيمان بالمسيح، إلاَّ أنها كانت لا تكفّ عن الصلاة بحرارة من أجلهم كل يوم.
والآن، وبعد أن قَبِلَ أولادها الرب يسوع، بدأت تبحث باهتمام عن كتاب مقدس حتى يدرسوا كلمة الله بأكثر تدقيق (حتى يستحقوا حميم الميلاد الجديد)، ولكنها لم تجد أي كتاب لديها.
وفي آخر الأمر، عَبَرَ ابنها الأكبر ”كيم“ نهر يالو (Yalu) سرّاً إلى الصين، بحثاً عن الكتاب المقدس. ويمكنك - عزيزي القارئ - أن تتصور مقدار الفرح الذي غمره عندما عثر أخيراً على نسخة صغيرة من الكتاب المقدس باللغة الكورية هناك. فناشد جماعة المسيحيين في الصين عن كيفية توفير بعض من هذه الكتب المقدسة لهم في كوريا. ولكن للأسف لم يكن هناك أية كمية متوفرة حينذاك.
ولكنه لم يقبل الاستسلام، وحكى للكنيسة المسيحية في الصين عن خبرته المؤثرة، وكيف شاهد صديقه وهو يُقتل لكونه مسيحياً، وكيف تعرَّف هو وإخوته على يسوع المسيح. وقبل أن يبرح عائداً إلى كوريا الشمالية، قال لهم:
- ”إنني في حاجة إلى خمسة آلاف نسخة من الكتاب المقدس، لكي أُشارك بها مع أسرتي في توزيعها للذين في كوريا. وسوف أعود لكم بعد شهر لاستلامهم“.
وعندما سمع الخُدَّام المسيحيون في حقل الرب هناك عن هذا الطلب، أسرعوا في طبع خمسة آلاف نسخة من الكتاب المقدس باللغة الكورية.
وفي السنة التالية عاد كيم في عدة مناسبات لكي يقوم بتهريبها سرّاً عبر الحدود. والآن، جميع هؤلاء الإخوة الأربعة يُشاركون إيمانهم مع الكثيرين بنشاط، عالمين مُسبقاً بنتائج ما يفعلون إذا اكتُشفوا. ومنذ آخر مرة لاستلامهم آخر دفعة من هذه الكتب المقدسة، منذ عدة شهور مضت، لم يُسمع عنهم أي أخبار!!
+ + +
تعليق:
حينما تلمس نعمة الله قلب إنسان، فإنها يمكن أن تُغيِّره تماماً، بل وتُغيِّر الين حوله أيضاً. وليس هناك شيء أكثر إعجازاً في العالم من هذا التغيير.
هذا التغيير قد يحدث حينما يتحقق الإنسان من أمرٍ لم يكن يعرفه من قبل، ويكتشف الطريق والحق والحياة الذي كان مخفيّاً عنه. ويلتقي بمَن أحبه ومات من أجله لكي يهبه الحياة الأبدية.
وهكذا في لحظة، في طرفة عين، يصير العالم شيئاً آخر مختلفاً تماماً عمَّا كان يراه قبلاً، ويصير هو شيئاً آخر بالنسبة للعالم. فيكون مثل إنسانٍ يُبصر فجأة مـا كـان لا يـراه قط، أو مثل مَن كان في سجن وفجأة وجد نفسه قد صار حُرّاً.
مثل هذا التغيير يجعل الإنسان مغامراً ومستعدّاً للمجازفة بكل شيء من أجل المسيح، هائماً بحبه حتى الموت.
فبينما التغيير يحدث عادة على هيئة طفرات، كما حدث مع كيم وأسرته، إلاَّ أنه يستغرق العمر كله ويستنفد كل الطاقة الروحية التي حصل عليها الإنسان في داخل قلبه، لكي يسكبها حبّاً وبذلاً من أجل الآخرين. فهو لا يستطيع أن يكتم شيئاً من الحق والنور الذي ناله من الرب، كما قال بطرس الرسول:
+ «لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلَّم بما رأينا وسمعنا» (أع 4: 20).
marmora jesus مشرفة
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 10/12/2009العمر : 35المشاركات : 858معدل تقييم المستوى : 3بمعدل : 1242تاريخ الميلاد : 16/02/1989
موضوع: رد: شهداء من كوريا الشمالية 14/1/2011, 7:10 pm