هل يمكن أن تسلب المرأة مال رجلها؟
يضع الأزواج الواعون والمثقفون عادة ميزانية للبيت حتى تكون لهم كدليل في ترتيب حياتهم المالية وتوزيع الدخل حسب مطالب الأسرة بعدالة وحكمة، وعادة ما يضع الزوج ثقته في زوجته لإدارة شؤون المنزل المالية فيضع المال بين يديها لكونها تعرف أمور المشتريات أكثر منه وتفرغها لرعاية الأسرة خصوصا إذا لم تكن عاملة.
وكثير من السيدات يحاولن أن ينجحن في القيام بهذه المهمة والحفاظ على التوازن في الصرف وشراء الحاجيات بأقل الأسعار، والتنويع في وجبات الطعام وشراء الملابس للأطفال. وفعلا لا يمكن أن نوجه اللوم للمرأة الحكيمة في التدبير، ولكن هناك من تضع في فكرها أن هذه فرصة جيدة لادخار مبلغ بسيط كل شهر ووضعه جانبا بحجة أن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، ولكن إذا تم هذا بمعرفة الزوج ورضاه فهذا خير وبركة، ولكننا سمعنا الكثير عن حالات تقوم بها الزوجات المضطربات في علاقتهن بأزواجهن بمحاولة للسلب الحقيقي لمال الزوج وفتح حساب خاص بهن دون أن يعرف الزوج، وذلك كضمان لهن، وخصوصا النساء اللواتي يشككن في ولاء أزواجهن وعدم دخوله في علاقات جانبية تسبب خطرا حقيقيا على العلاقة الزوجية.
ولكن من حيث المبدأ فإن أي تصرف تقوم به الزوجة بدون علم زوجها هو الخطر الحقيقي على زواجهما، وهذا ما أعلنه أحد الأزواج الذي انفصل عن زوجته عندما علم أنها كانت تقتطع مبلغا من المال المعطى لها لتدبير شؤون المنزل وتضعه في حساب خاص بها، فعندما اكتشف ذلك شعر بإهانة شديدة لكونها أخفت عنه أمورا لفترة زمنية طويلة، وأيضا أشعرته أنها لا تثق به وبرعايته لها، وتسديد حاجتها وهذا ما قتل فيه أية رغبة بالاستمرار في هذا الزواج.
إن مشكلة الغموض التي تلف تصرفات أية زوجة، تعطي لزوجها الحق في أن يصنع لمخيلته جناحين ويذهب بعيدا في أفكاره إلى حد أن يظلمها في بعض الأحيان، ولكن هذا ما ينتج عادة عندما يكتشف الزوج أن زوجته أخفت عنه أي أمر. فالزوج لا يرضى أن يكون موضع شك في قدرته على تأمين مستقبل زوجته فهذا همه هو وليس آخر إذا كان زوجا محبا ويخاف على عائلته.
وهناك زوجات يطمعن في ثراء الزوج ويحاولن الحصول على أكبر قدر من المال لحسابهن الخاص، وذلك بتبرير أنه ثري جدا ولا مانع من الاختلاس من ماله وبعدة طرق سواء مباشرة أو غير مباشرة وهذا فخ آخر تقع فيه الزوجة وتعرض علاقتها بزوجها للخطر. ولكن على أي رجل يكتشف أن زوجته تقوم بهذا السلوك أن يسأل نفسه ويحاول أن يعرف السبب وراء هذا التصرف لأن هذا يدل على دوافع قد تكون خطيرة ومنها مشاعر عدم الأمان والقلق وقلة الثقة في يد الرجل الممدودة لها في وقت الحاجة.
لا يمكن تبرير أي سلوك سلبي في الحياة الزوجية بأية حجة مهما كانت، لأن الانفتاح بين الزوجين والصدق هو أساس هذه العلاقة التي لا يمكن أن تبنى على الغش مهما كان صغيرا أو كبيرا، ومن هنا يأتي نجاح بيت الزوجية مهما عصفت فيه عواصف الحياة سواء مادية أو أية أمور أخرى.