الكنائس الأرثوذكسية تقيم قداسات جنائزية لـ«قتيلى العمرانية» والبابا شنودة يؤجل إصدار بيان مطرانية الجيزة حول الأحداث
كتب عماد خليل 29/ 11/ 2010
أقامت الكنائس الأرثوذكسية قداسات جنائزية خلال قداس الأحد، صباح أمس، حزنا على سقوط قتيلين خلال الاشتباك الذى وقع بين الأقباط وقوات الأمن أثناء أحداث كنيسة العمرانية.
وطالب الكهنة الأقباط بالتوجه إلى لجان الانتخاب والإدلاء بأصواتهم دون التقيد بأى حزب، كل وفق ما يراه خير من يمثله، فيما وزع نشطاء أقباط منشورات داخل بعض كنائس القاهرة والجيزة تطالب بالامتناع عن التصويت لمرشحى الحزب الوطنى كرد فعل انتقامى على ما وصفوه بـ«تجنيه» على الأقباط ومصالحهم، وثأرا لقتيلى أحداث كنيسة العمرانية. وأكد مصدر من المقر البابوى أن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اجتمع مع الأنبا ثيؤدسيوس، أسقف الجيزة، للتشاور فى مسألة إصدار بيان تهدئة بعد أحداث كنيسة العمرانية.
وكشف المصدر أن البابا يرفض تماما فكرة الاعتذار، خاصة أن الكنيسة فقدت فى الأحداث شابين، بالإضافة إلى 157 معتقلاً وخسائر مادية كبيرة.
وأوضح المصدر أن البابا بحكمته المعروفة يسعى إلى إصلاح ما أفسده الطرفان للحفاظ على السلام الاجتماعى، لكنه أيضا لا يمكنه إصدار بيان اعتذار عن شىء لم يكونوا سببا فيه، مما سيزيد من احتقان جموع الشعب القبطى الغاضب فى الأساس.
فى السياق ذاته عقد الأنبا ثيؤدسيوس، ظهر أمس الأحد، اجتماعاً مع كهنة المطرانية، طالبهم فيه بالتهدئة، وحث الأقباط على عدم الثورة مرة أخرى. وشدد ثيؤدسيوس خلال الاجتماع على أن الهدف الأول للكنيسة حاليا هو الإفراج عن الشباب القبطى المحتجز حفاظا على مستقبلهم.
من جهة أخرى، كشف هانى عزيز، أمين عام جمعية محبى مصر السلام، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، عن أن لقاء أمس الأول بين الأنبا ثيؤدسيوس، أسقف الجيزة، ووفد الكهنة مع مدير الأمن ثم لقاء محافظ الجيزة أتسم بالود والمحبة، وعكس العلاقة الطيبة بين الأسقف والقيادات بالمحافظة «التى لم تعكر صفوها الأحداث الأخيرة التى وقعت فى العمرانية». وقال عزيز: «الهدف من اللقاء كان تهدئة الأجواء وحل مشكلة بناء الكنيسة والإفراج عن المعتقلين، وقد وعد المحافظ بحل الأزمة وفقاً للقواعد القانونية المنظمة للعمل فى المحافظة».
وأشار إلى أن تلك المبادرة لحل الأزمة جاءت لأننا «فى مركب واحد»، منوها بأن البابا حزين جداً على ما حدث وما وصلت إليه الأحداث من وفاة شابين مغتربين يعملان فى القاهرة، للإنفاق على أسرتيهما بالإضافة للجرحى والمصابين، ورغم حزن البابا إلا أن هذا لم يمنعه من الذهاب صباح أمس للإدلاء بصوته فى مدرسة محمد فريد بشبرا، وذلك «لحسه الوطنى العالى وإيمانه بأهمية الانتخابات فى العملية الديمقراطية فى مصر».
من جانبه، قال القمص مينا ظريف، راعى كنيسة الملاك سوريال، ومارمينا بالعمرانية: «مازالت قوات الأمن تحاصر مبنى الكنيسة، ولكن الأجواء هادئة من قبل الأقباط فى المنطقة».
فى المقابل، أصدر نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، بيانا استنكر فيه قيام أسقف الجيزة والوفد الكنسى المصاحب له بتقديم اعتذار لمحافظ الجيزة عما بدر من الأقباط أثناء أحداث العمرانية.
وقال جبرائيل خلال البيان الذى حمل عنوان «الاعتذار المهين» إن اعتذار الأسقف وأسفه للمحافظ ومدير الأمن، كما نقلتها الصحف ووسائل الإعلام، يؤكدان أن هناك أدلة اتهام وجهت للشباب القبطى المحبوسين والمعتقلين.
واستنكر جبرائيل الاعتذار، وتساءل: «كيف تعتذر عن حق مشروع نص عليه القانون والدستور، وهو كفالة حرية الاعتقاد ومن بينها حرية بناء الكنائس».
وأضاف: «أتعتذر لمن هاجموا واقتحموا الكنيسة بجحافل من الأمن المركزى عند رؤيتهم ظهور قبة الكنيسة، كما لو كانت بيت دعارة، أم تعتذر لمن استخدم رصاصاً حياً ضد مواطنين مصريين هم أبناءك؟»