فلنعكف إذا على ما هو للسلام

فلنعكف إذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض


(رو 14 : 19)




توجيهات وإرشادات فى التواصل من أجل البنيان

( 1 )


----------------------------------------------------------



نحتاج فى طريقنا نحو البنيان بغية الحياة فى نجاح و وحدانية وانتصار أن نتيقن من حقيقة هامة وهى أن تحقيق البنيان وإن كان هو شهوة الكثيرين إلا أنه لا يتحقق إلا بمراعاة أمور كثيرة ، سوف نتناولها فى صورة توجيهات وإرشادات على النحو التالى ..



+ الطاعة فى المسيحية طاعة فى الرب من أجل الحق وإرضاء الإنجيل . ولا يمكن أن تحيا نفس فى ظل السعادة وهى رافضة للطاعة والخضوع ، لأن العناد والمقاومة والتعالى على الاخرين كلها أمور تجلب عى النفس مزيدا من الحزن و الرذل والصراع بلا جدوى ، لذا فالطاعة هى الطريق نحو الثمر والشفاء والبركة ، إنها ليست ضعفا من الإنسان ، لأنها تحتاج لمزيد من التغصب والمثابرة والاحتمال ، ولكنها حياة مباركة تحتاج لمؤازرة سمائية ، كما أنها عنصر أساسي فى نجاح كل بنيان دائم ، والقول بغير ذلك جهل بماهية البنيان و بطرق إيجاده ..



+ الكثير من الناس لا يحتاجون منا سوى الإحساس بقربنا منهم واستعدانا لفعل ذلك كل حين سيما فى وقت المحن وزمن التجربة التى يجتازون بها ، ولا ننسى ان الذين وقفوا على يسار رب المجد فى ( مت 25 ) لم يذكر عنهم انهم اقترفوا شىء من الخطايا والشرور ، ولكن حرمانهم من مجد الملكوت وخيرات الحياة الآبدية كان فقط بسبب إهمالهم للذين كانوا فى حاجة لمساعدتهم وتعزيتهم ، والله سيحرم كل نفس ترفض مساعدة الغير من تعزياته ورحمته ، طالما كان بمقدور هذه النفس أن تسعى فى عمل الخير وطاعة الإنجيل وتكاسلت عن فعل ذلك لأنه مكتوب " من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ و لا يستجاب " (ام 21 : 13) ..


+ لا يوجد إنسان فى غنى عن التشجيع ، بل الجميع فى حاجة لمن يبث فى داخلهم روح التشجيع ، وأعنى هنا التشجيع الصحيح الذى يهدف إلى تنمية طاقات الانسان وقدراته والارتقاء بالمستوى الشخصي والنفسي بغية التطور والنضوج ، مع مراعاة الفارق بين التشجيع والمديح وبث روح الغيرة داخل من نشجعهم وعدم التركيز على التوقعات السلبية .




+ طول الأناة فى التعامل علامة وجود المحبة ، و المحبة أساس كل بنيان ، ومن ثم فلا ينتظر كاره الانتظار أى تحقيق للبنيان أو ثمر يدوم ، لأنه أى بركة للرب فى حياة الذين لا يطيعون الإنجيل ووصية المحبة ؟ وأى بنيان سيحظى به الذين يسلكون حسب الجسد ولا يزرعون للروح من أجل أن يجنوا من ثمار الروح ؟ وأى ثمر دائم فى حياة الذين لم يتدربوا بعد على طول الأناة والصبر وإكرام الصليب ؟!!!



+ لا تتعب من اجل أن تصير متسلطا لكى يخضع لك الكبير والصغير ، لأن التسلط لا يخدم سعيك من أجل البنيان بل يفقده روح المؤازرة والغلبة والاستمرارية ، كثيرون ظنوا أن الانقسام تمنعه روح التسلط وتناسوا ان البنيان لا يمكن أن يظهر وينمو فى ظل وجود الأحزاب والمعارضات والتكالب على السلطة والقيادة ، وما أحوجنا أن نعى دائما للارتباط بين تحقيق البنيان والحياة فى اتضاع ، لأنه حيث التكبر هناك الانشقاق وكل رغبة شريرة ، وحيث الإتضاع هناك القوة والقدرة على الوصول للهدف وتحقيق البنيان .

لك القرار والمصير !!