سلام ونعمة://
بسم الثالوث القدوس
† الآيـــــة †
وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي ال رَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15 : 13
الإنسان حينما ييأس، تتحطم روحه المعنوية، ويفقد ثقته بنفسه، وثقته بالله، وثقته بإمكانية الحياة الروحية، ويستسلم للسقوط...
وهذا هو عين ما يريده الشيطان, لكيلا تقاومه فريسته، فتهلك.
وكأنه يقول لهذا الإنسان اليائس المستسلم له:
إنك لن تفلت من يدى. أنت ذاهب إلى جهنم لآ محالة. فلا فائدة. ولذلك نصيحتى لك أن ت تمتع بالدنيا بضعة أيام، بدلاً من أن تخسرها دنيا وآخره...!
يقنعه الشيطان بصعوبة الحياة الروحية، وبأنه ضعيف وطبيعته فاسدة! كما يقنعه بأنه لن يفلت من يدة، ولا من العدل الإلهي...
هذه هي أكبر أسلحة الشيطان في حرب اليأس. والرد على كل ذلك بسيط. وهو أننا لا نحارب بإرادتنا الطبيعية، لأن الحرب للرب (1صم 17: 47)، وهو الذي يقودنا في موكب نصرته (2كو2: 14). وإن كنا نحن لا نستطيع، بسبب ضعفنا وفسادنا وصعوبة الطريق، فإننا نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا (فى4: 13). يسندنا عمل النعمة، وقوة الروح القدس العامل فينا، وملائكة مرسلون لمعونتنا (عب 1: 14). وتسندنا شفاعة القديسين فينا... أما الشيطان فلا سلطان له علينا، ولا نعبأ بتهديده، وما أجمل قول الرسول "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7). أما العدل الإلهي فقد وفاه الرب على الصليب، وقد قدم لنا في حبه خلاصاً هذ ا مقداره (عب 2: 3). ونحن "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم" (1 يو1: 9). ويغسلنا فنبيض أكثر من الثلج (مز 50). وهو الذي قال لنا "إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيض كالثلج..." (إش 1: 1. إن حرب الشيطان هي اليأس، بالطرق التي رددنا عليها.
أما الكتاب فإنه يشجعنا. ويجعل الرجاء من الفضائل الكبرى (1كو13: 13).
وكثيرة وعود الله لنا وللكنيسة: إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16: 1. وإننا "بقوة الله محروسون" (1بط 1: 5) وأنه قد نقشنا على كفه (إش 49: 16). والكتاب يقول |ن "الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة.." (2تى 1: 7). ولذلك نصحنا الرسول أكثر من مرة بأننا "لا نفشل" (2كو 4: 16، 1، غل 6: 9).
إن كنت ماشيا في الطريق الروحي، ووقعت، لا تظن أنك لا تعرف المشى، وتيأس! بل قم وأكمل المسير..
إن الشيطان يحسد خطواتك ويريد أن يعرقلها. فلا تدفعك عراقيله إلى اليأس. بل على العكس، قم بقوة أكثر. وأعرف أنه لولا نجاحك في العمل الروحي، ما كان الشيطان يحاربك!
حقاً، لماذا يتعب الشيطان نفسه في محاربة الساقطين؟!
إنه يتصدى بالحرى للقائمين، وللذين يخاف جهادهم ضده.
إستمع إذن إلى قول الرسول "كونوا راسخين غير متزعزعين" (1كو 15: 5.
كن قوى القلب بالله، ولا تيأس..
لا تياس مهما كانت حروب الشيطان قوية.
ولا تيأس مهما سقطت، مهما نسيت الوصية، ومهما فشل التدريب، .
لا تيأس إذا كانت البداءة التي بدات بها بداءة ضعيفة،
أو بداءة ساقطة، أو بداءة ضائعة.
قل لنفسك: كل هذه مجرد حروب، وأنا سأثبت في الله.
ساسير نحو الله، وإن كنت أجر رجلى جراً إليه..
مهما سقطت مائة مرة في الطريق، سأقوم وأكمل طريقى.. ولن أقبل اليأس مطلقاً , إنه من عمل الشيطان.
قداسة البابا شنودة الثالث