كفن السيد المسيح .. برهان علمى
عرض - ميرفت عياد
قطعة القماش التى دفن بها السيد المسيح ذات يوم يفحصها العلماء فيكتشفوا صدق الوحى بأدلة معملية قاطعة، وكلما توغلوا فى دراسة الكفن المقدس كلما زاد يقينهم بما رواه الأنجيل عن صلب الرب وقيامته، ليس كمجرد حقائق علمية لا تقبل الدحض ولكن على نحو غير متوقع تماما، وجدوا أنفسهم كأنهم ينصتوا لعظة تأميلية عميقة فى أحداث الصلب، فالصورة الموجودة على سطح الكفن تشرح لهم من خلال أجهزتهم المتطورة تفاصيل الآلام التى قبلها الرب من أجلهم تماما كما لو كانوا واقفون عند الصليب مع التلميذ يوحنا والعذراء مريم يتابعون الأحداث الخلاصية لحظة بلحظة، فماذا نرى فى الكفن سوى صوت الكتاب المقدس الذى لا يتقادم أبدا، حيث يوضح بالدليل المادى للبشرية جميعا ما قاله الكتاب المقدس " الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا"، ولمعرفة ما وصل إليه فريق كبير من العلماء استخدموا كل ما وصل إليه العلم أقدم لكم كتاب " كفن السيد المسيح .. البرهان العلمى القاطع لصلبه وقيامته " والذى قام بإصداره إيبارشية المنيا وأبى قرقاص عام 1983 للإجابة على العديد من الأسئلة مثل هل هو حقا كفن السيد المسيح؟ وكيف يبرهن على صلبه وقيامته؟ وبأى الطرق تكونت الصورة المبهرة التى على سطحه؟ وما هى التفاصيل التى يرويها الكفن عن أحداث الصلب؟ وكيف يقدم المسيح برهانا علميا على قيامة السيد المسيح؟.
كفن تورينو يسجل أحداث الصلب والقيامة
ويتكون الكتاب الذى يقع فى حوالى 180 صفحة إلى أربع فصول هى صورة الكفن تكوين إعجازى أم خدعة بشرية، كيف أثبت العلماء أن هذا هو كفن السيد المسيح، كفن تورينو تسجيل كامل لأحداث الصلب، الكفن يشهد لقيامة الرب، هذا إلى جانب ثلاثة ملاحق يتحدث الأول عن سجل تاريخى لأهم الأحداث التى تتعلق بالكفن المقدس، سجل تاريخى لأهم الأبحاث العلمية التى أجريت على الكفن، سجل تاريخى للكوارث التى تعرض لها الكفن ونجا منها بإعجاز، هذا بالإضافة إلى مقالة نشرت فى جريدة الأهرام بتاريخ 26 أكتوبر 1978 تحت عنوان " قطعة نسيج يعتقد أنها كفن السيد المسيح تجرى عليها تجارب بأحدث أساليب التكنولوجيا".
المخاطر التى تعرض لها الكفن
ويسرد الكتاب رحلة الكفن الذى تم اكتشافه عام 1357 لدى إحدى الأسر الفرنسية، التى وضعته فى إحدى الكنائس الصغيرة، ثم ما لبثت أن أودعت هذه العائلة الكفن لأسرة " سافوى" المشهورة بالتقوى والقوة والثراء، لتقدر أن تحمى الكفن المقدس من التلف أو الضياع، وبالفعل تم تشيد كنيسة ووضع بها الكفن داخل صندوق نفيس من الفضة الخالصة، إلا أنه فى يوم 4 ديسمبر 1532 شب حريق ضخم فى الكنيسة، وانصهرت البطانة الداخلية من الصندوق، وسقطت على سطح الكفن، وفى لحظة أوشكت أثمن قطعة قماش عرفها التاريخ على الضياع إلى الأبد، ولكن الله أرشد أحد الأشخاص أن ينتزع الصندوق من وسط النيران وأغرقه بالمياه، وبرغم تعرض الكفن لخطر الحريق، وسقوط الفضة المنصهرة عليه، وتسرب مياه الإطفاء إليه، إلا أن يد الله الحافظة استطاعت حماية الصورة المتكونة على الكفن والتى تشهد بصلب المسيح وقيامته من أى أذى.
صورة تشريحية سليمة لرجل
يوضح الكتاب أن المصور الإيطالى " سكوندو " اكتشف عند تصويره للكفن فوتغرافيا لأول مرة، أن صورة الكفن صورة سلبية " نيجاتيف " لا يقدر أى إنسان أن يصنع مثلها، كما استطاع الفنان وعالم البيولوجى الفرنسى " فيجنون " أن يكتشف الطريقة التى تكونت بها صورة الكفن وقرر نهاية دراسته أنها لا يمكن أن تكون مرسومة بيد، كما التقط " جوزيف أنرى " المصور الإيطالى المشهور صورا جديدة أفضل للكفن، وقد ظلت هذه الصور موضع دراسة لمدة أربعين عاما بعد ذلك، حيث أثبت الأطباء أن الكفن يحتوى على صورة تشريحية سليمة لرجل سامى "يهودى أو عربى" عمره بين ثلاثين وخمسة ثلاثين عاما مات بنفس طريقة موت السيد المسيح، كما أكد علماء النسيج أن قماش الكفن كان شائعا فى القرن الأول فى منطقة فلسطين .
الأبحاث العلمية تثبت صحة الأناجيل
وقام مجموعة من العلماء الإيطاليين بدراسة الكفن، حيث يوضح الكتاب أنهم توصلوا إلى العديد من الاكتشافات منها أن خيوط قماش الكتان بها آثار من القطن وهو نبات لا ينمو سوى فى الشرق الأوسط، وجود حبوب لقاح نباتات لا تنمو غير فى الشرق الأوسط، صورة الكفن ثابتة أمام الحرارة والماء والكيماويات، صورة الكفن ثلاثية الأبعاد، وجود دم حقيقى على سطح الكفن، وكان من شأن هذا أن يثبت أنه كفن حقيقى من القرن الأول الميلادى من فلسطين، لف به جسد شخص مصلوب واتفقوا على أن هذا الشخص قد مات بنفس الطريقة التى تخبرنا بها الأناجيل عن موت الرب يسوع الذى جلد بسوط رومانى، وكلل بأكليل كامل من الشوك، وضرب على وجهه، وحمل شئ ثقيل على كتفه، وسقط فى الطريق، وسمر على الصليب ومات عليه، ولم تكسر ساقاه، وبعد موته طعن فى جنبه بحربة رومانية وخرج دماء وماء من هذا الجرح، وبعد هذا دفن بسرعة فى كفن من الكتان الممتاز، بقى جسده فى فترة قصيرة ثم تركه دون أن تتاثر تجلطاته الدموية التى كانت ستتكسر حتما لو أن أحدا مهما بلغت مهارته نزع جسده من الكفن، وبطريقة إعجازية خارقة ترك هذا الجسد صورته على قماش الكفن.