بدو أن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية لن يكف عن إشعال الحرائق داخل أروقة الكاتدرائية المرقسية فبعد أن تغيب عن الظهور علي الساحة القبطية طيلة ستة أشهر كاملة بأوامر من البابا شنودة حتي يهدأ الجدل الذي أثارته عقب تصريحاته الطائفية التي أطلقها خلال مؤتمر تثبيت العقيدة نهاية العام الماضي.
الأنبا بيشوي قام برحلة رعوية لبلاد المهجر بناء علي تعليمات من البابا شنودة لمعرفة أحوال الكنائس هناك وتوطيد علاقة الأول بزعماء أقباط المهجر باعتبار المرشح الأفضل والأقوي من وجهة نظر البابا الذي يستطيع أن يدير الكنيسة من بعده ويحافظ علي توازنها وقوتها في مواجهة الصعود المتنامي للإسلاميين عقب احداث ثورة 25 يناير.
رحلة بيشوي الخارجية استمرت أربعة أشهر كاملة التقي خلالها بكبار زعماء أقباط المهجر لبحث كيفية مواجهة الكنيسة والأقباط لتيار الإسلاميين خلال السنوات المقبلة وجمع التبرعات لتغذية مواردها المادية من أجل أن تظل صامدة ولكن عقب عودة بيشوي من رحلته وظهوره بشكل علني داخل المقر البابوي في أوائل الأسبوع الماضي زاد سخط الأساقفة الكبار الملتفين حول البابا وعلي رأسهم الأنبا يؤانس والأنبا أرميا أحد أفراد طاقم السكرتارية والأنبا موسي خاصة أنهم ظنوا أن عصر الرجل الحديدي انتهي وأن الفرصة أصبحت متاحة لهم من أجل الجلوس إلي كرسي مارمرقس الرسول إلا أن ظهور الأنبا بيشوي مرة أخري أصابهم بنوع من الفزع.
علي الجانب الآخر جلس البابا شنودة مع الأنبا بيشوي في المقر البابوي قرابة الثلاث ساعات قدم خلالها الأخير تقريراً مفصلاً عن رحلته الرعوية ونتائجها وتبادلا أطراف الحديث حول موقف الكنيسة خلال السنوات المقبلة من الإخوان والجماعات الإسلامية لدرجة أن البابا استشار بيشوي في مبادرة مرشد الإخوان بالحوار مع شباب الأقباط إلا أنه أعلن رفضه التام لمثل هذه المبادرة ومن بعدها غادر المقر البابوي ليلتقي مع رجل الأعمال نجيب ساويرس المعروف بدعمه للأول ليكون هو البابا المقبل، وذلك من أجل جمع توكيلات لحزب المصريون الأحرار من أبناء الكنائس القبطية باعتبار أنه حزب الأقباط الذي سيستطيعون من خلاله مواجهة الإخوان والجماعات الإسلامية الأخري وكذلك لرسم سياسة الكنيسة خلال السنوات المقبلة.
البابا شنودة أكد علي ذلك من خلال توكيل بيشوي بالقيام بجميع مهام البطريرك عبر سيناريو محكم دون أن يلومه أحد فأعلن تغيبه عن الاحتفال بأسبوع الآلام الذي تقام صلواته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون فكان من المعتاد للبابا أن يعتكف بالدير طوال هذا الأسبوع وبالإضافة إلي ذلك وجه رسالة للأقباط خلال عظته الأسبوعية الأخيرة مفادها أنه سيأتي اليوم الذي لن يكون موجوداً فيه البابا شنودة فقال «حطوا في دماغكم اني مش هكون معاكم» وكأن البابا يريد أن يبعث برسالة لشعب كنيسته بأنه سيتنحي قريبا عن إدارة أمور الكنسية.
فحسب ما ذكرته مصادر كنسية مطلعة لـ «الموجز» أن البابا شنودة يعاني من تدهور ملحوظ في حالته الصحية لدرجة أن الأطباء يرافقونه في المقر البابوي طوال اليوم ولفتت المصادر إلي أن البابا استقبل الأنبا بيشوي بعد أن عاد إلي مصر من رحلته الرعوية التي قام بها لبلاد المهجر والتي استغرقت أربعة أشهر واجتمعوا قرابة الثلاث ساعات لبحث جميع الأمور المتعلقة بالكنيسة.
وأكدت المصادر أن رجل الأعمال نجيب ساويرس يلعب دورا قويا داخل الكنيسة من أجل تصعيد الأنبا بيشوي علي كرسي مارمرقس الرسول.
وأوضحت المصادر أن الأنبا بيشوي الآن يقوم بتنفيذ مهام البطريرك داخل الكنيسة وخارجها فهو المسئول عن جميع الأمور ولن يتبقي في سلطات البابا شنودة سوي الأشراف فقط.
البابا شنودة صنع الأنبا بيشوي وأعده ليكون هو خليفته لدرجة أنه وضعه علي قائمة الموالين له حتي وصل الأمر بالبابا شنودة ليجعل بيشوي حائط السد الذي يواجه معارضيه ليس داخل الكنيسة فقط ولكن خارجها أيضاً لدرجة أن وصل الأمر بالبابا ليتصور أن ابنه المدلل ركن من أركان العقيدة المسيحية وأنه أمين سره.
لم يدرك البابا شنودة أن ذلك السيناريو سوف يفتح باب جهنم عليه فلا ينقطع الحديث داخل أروقة الكاتدرائية المرقيسة عن كمية الأموال التي تحصل عليها الكنيسة من رجال الأعمال الأقباط الموالين وأن هذه الأموال تذهب بشكل مباشر لحساب البابا شنودة دون أن تخرج في صورة تبرعات لفقراء الأقباط، فبدأت تنتشر الشائعات داخل الكنائس التابعة للكنيسة الارثوذكسية التي تتناول ثروة البابا شنودة لدرجة أن أصبحت الكنائس علي وشك الانفجار في وجه شنودة فالوضع المالي للبابا شنودة أصبح محل حديث الجميع داخل أسوار الكنائس خاصة في ظل عدم وجود ضوابط مالية للايرادات والمصروفات في ميزانية كل الكنائس في مصر فكل أموال الكنائس في كل ابراشية يصرفها الأساقفة في حياة الترف والبذخ وحياة الرفاهية المادية وركوب السيارات المرسيدس في حين أن هناك الألوف من فقراء الكنيسة يقفون في طوابير طويلة أمام أبواب لجنة البر من أجل عدد من الجنيهات يحصلون عليها بعد مزلة.
الحديث عن الوضع المالي للبابا شنودة أستند إلي قيام البابا بضم رجال الأعمال الكبار ليكونوا أعضاء بالمجلس الملي العام بحيث يكون المجلس كنز لا يفني بالنسبة له.