عظماء هذا الدهر والباحثين بفكر عقلهم، والمعتمدين على دراسة الكتب والمعاجم والقواميس وحدها حسب قدرات كل واحد فيهم، معتمدين على الحكمة والمعرفة البشرية التي في هذا العالم، يستحيل عليهم أن يسبروا أعماق الحكمة والتدبير الإلهي الذي في كلمة الله معلنه بالروح القدس، لذلك يُصيبهم حوَّل في أعين قلبهم، فيروا بعقلهم المشبع بحكمة العالم وفكره كلمة الله، فيفسرونها تفسير حسب المنطق وكلام الحكمة الإنسانية المقنع، فاقدين برهان الروح والقوة الذي يشع من كلمة الله، لذلك يُخطأ الكثيرين في الشرح والتفسير، بالرغم من أن كلامهم مقنع جداً وللغاية وبعضه أو أكثريته صحيح وليس فيه خطأ، لأنهم يفتقدون لبراهن الروح الذي به كُتبت الكلمة، الذي [ تكلم أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس ] (2بطرس 1: 21)، فطالما الروح القدس ساق القديسين ليكتبوا بإلهام، هكذا ينبغي أن يُساق الشُراح والمُفسرين بنفس ذات الروح عينه، لكي يكتبوا ويشرحوا ويفسروا حسب التدبير المُعلن من الله بإلهام وبرهان الروح والقوة، لذلك كثير من الشراح الأتقياء يصلون قبل أن يشرحوا أي شيء طالبين قوة الله لتحل عليهم والروح القدس يسوقهم ليكتبوا بنفس ذات الروح عينه، لأن الكتاب المقدس ليس كتابهم ولا فكرهم الشخصي، لذلك واجب علينا أن نعرف ما هو قصد الله من كل ما كُتب في الكتاب المقدس، وماذا يُريد هو أن يقول للناس وليس نحن.