بقلم: ارشيدياكون منير سليمان
المدرس بالكلية الاكليريكية – سيدنى – استراليا
أوشك عام 2009م أن ينقضى بكل أحداثه الكثيره من إغتيالات ومؤامرات وتفجيرات وإرهاب من الذين ملأ الحقد قلوبهم وأعمى التعصب القمىء عيونهم فجالوا يعيثون فى الأرض فسادا" .. وللأسف كان المسيحيين هدفهم الأول فى كل بلاد الشرق وغير بلاد الشرق..
إنقضى العام بأحداثه المفرحة وهى قليلة وأحداثه المؤلمة وهى كثيرة ورغم كل الأحداث المفرحه وهى قليله وأحداثه المؤلمه وهى كثيرة ورغم كل الأحداث المفرحه والمؤلمه نجد أنه من الواجب علينا ان نشكر الله على كل حال .. على معونته لنا فى العام الذى مضى ونساله أن يجعل عام 2010 م أفضل من عامنا المنصرم.
ليتنا أيضا نندم فيه على تقصيرنا فى حق الله .. ونندم ايضا على خطايانا التى فعلناها بمعرفة وبغير معرفة ، ونقدم توبة صادقة لنفتدى الأيام الشريرة.
نسأل الله أن يعم بسلامه على العالم أجمع ويحنن قلوب الأغنياء على الفقراء وقلوب الحكام على المحكومين .. ونسأله ان تكون عينه علينا وعلى الكنيسه وعلى مصرنا العزيزة وطننا الأم وعلى استراليا وطننا الثانى من أول السنة إلى آخرها ..
نعم يارب ليتك تبدأ معنا عاما" جديدا" مملوء بالمحبة والبركة والسلام والفرح
ومع بداية العام الجديد وفى ايامه الأولى يشرق علينا عيد الميلاد المجيد .. عيد تجسد الله الكلمة الذى أخذ جسدا مثلنا ، وشابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية ، وبتجسده أعطانا أن نصير ابناء الله بالتبنى ، كما أن إبن الله صار ابن البشر بالتجسد.
جاء السيد المسيح لينوب عن البشريه فى دفع ثمن خطية العصيان التى ارتكبها ابونا آدم وأمنا حواء وحلت عليهم اللعنة وعلى ذريتهم الى ان تجسد الله الكلمة ليعيد الانسان الى حالة البر والطهارة التى خلقه الله عليها قبل السقزط.
والعجيب ان ملك الملوك .. الله الكلمة المتجسد عندما جاء إلى أرضنا المتسعة والتى خلقها بحكمته .. لم يجد فيها موضع ليولد فيه .. وسدت أمام أمه القديسة مريم كل المنافذ ولم تجد سوى مزود بسيط ليولد فيه .
لم يكن هناك موكب كمواكب استقبال رؤساء الدول وملوكها .. لم تكن هناك أعلام أو رايات أو زينة أو هتافات بشر للترحيب به .. لكن كان هناك ما هو أعظم من كل هذا .. كان هناك هتاف سماوى .. ملائكة تنزل وتصعد وهى تهتف " المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وفى الناس المسرة ".
كان المزود علامة من علامات اتضاع رب المجد .. وما أجمل ما قالته القديسة العذراء مريم فى زيارتها لأليصابات وهى حبلى بيوحنا المعمدان :" أنزل الأغراء عن الكراسى ورفع المتضعين"... الا يجدر بنا أن نتعلم فضيلة الاتضاع من رب المجد.
من قصة الميلاد نأخذ دروسا" كثيرة .. فنتعلم قوة الأحتمال التى عاشتها أمنا القديسة مريم .. فتاة صغيرة لا تجد مكانا تضع فيه إبنها .. ولا أحد بجانبها يعينها ويخدمها ..
نتعلم ايضا سهر الرعاة .. ولأنهم كانوا ساهرين على أغنامهم .. كرمتهم الملائكه ببشرى الميلاد العجيب. ليتنا نتعلم من الرعاة حياة السهر .. ليس على أغنام تولد وتموت .. بل نسهر على خلاص نفوسنا .. لنستقبل رب المجد فى قلوبنا.
نتعلم ايضا نشاط المجوس .. فعندما رأوا النجم العجيب .. ساروا مهتدين به إلى اورشليم ليقدموا هداياهم للملك المولود ... ونحن الا يليق بنا أن نقدم ما يليق بعظمة المولود .. هو غير محتاج لنا ... بل نحن المحتاجين له .. وهو علمنا ان ما نقدمه لأحد أخوتنا الأصاغر فكأننا نقدمه له شخصيا.
إن عيد الميلاد المجيد هو عيد المحبة والسلام .. نتذكر فيه أن رب المجد جاءنا وديعا" متواضعا ليفدينا ويحمل عنا خطايانا ، جاء ليعطينا جسده المقدس ودمه الطاهر لنحيا بهما ونتحد بهما معه فهو الذى قال لنا :" من يأكل جسدى ويشرب دمى يحيا فى وأنا فيه".
ليتنا نرفع أيدينا متضرعين الى مولود المزود ، ملك السلام ان يعطينا سلامه وان يملك سلامه على قلوبنا ويعم كنائسنا ويحفظ مصرنا الحبيبه من شر الارهاب الغاشم ليحيا ابنائها جميعا" فى محبة وسلام وأخوة صادقة ..ليتهم يدعوا الخلق للخالق ففى يديه حساب البشر. جميعا"
فى عيد الميلاد المجيد نسأل الله أن ينعم على ابينا وراعينا قداسة البابا شنودة الثالث بالصحة والعافية ويحفظه لنا مع كافة اساقفتنا بخير وسلام .. وأن يعم بسلامه على ابناء الكنيسه بالمحبة القلبية .. لكى ننشد كلنا مع الملائكة فرحين بميلاد السيد المسيح قائلين :"
" المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة ".