الله يعلن حبه للإنسان
لم يكن من الممكن أن يتخلى الله عن الإنسان، وأن لا يسعى في طلبه ويعمل شيئاً لأجله. لأن الله يحب الإنسان، ويعرف أن الشيطان هو الذي أغواه وهو الذي خدعه.
ولكن ليس من الممكن أن يسامح الله الإنسان بدون أن يعلن غضبه ضد الخطية. لأنه كيف يسامحه بدون أن يدفع ثمن الخطية ويوفي الدين؟!
ليس لأن الله يريد الانتقام، ولكن لأن الله لابد أن يعلن قداسته.
فلابد أن يظهر الله مدى كراهيته للخطية. و في نفس الوقت هو يريد أن يُخلّص الإنسان ويعرّفه مدى محبته.
إن الله يريد أن يبين للإنسان بشاعة الخطيه، ويجعله يكرهها. ولكن لا يكفي أن يسامحه الله ويغفر له، ولكن لابد أن يشفيه. لأنه لو غفر له بدون أن يدفع ثمن الخطية لن تظهر قداسة الله بوضوح في نظر الإنسان.
فيقول الإنسان في نفسه إن الله من الممكن أن يقبل الخطية. أى أن الخطية شئ سهل بالنسبة لله ولا تعنيه في شئ.
وبالتالى من الممكن أن يستسهل الإنسان الخطية ويعتبرها شيئاً عادياً، ولا تستحق أن يحاول أن يتحرر منها ويتركها. لذلك كان لابد أن يعمل الله شيئاً يجعل محبته وقداسته تتقابلان معاً..
فيبين للإنسان مدى كراهيته للخطية، إلى جوار محبته الجارفة للإنسان.
- اقتباس :