النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 34المشاركات : 6103معدل تقييم المستوى : 43بمعدل : 13048تاريخ الميلاد : 19/01/1990الكنيسة او الابراشية : : الانبا تكلا بالزقازيق
موضوع: مصرع شيطان 8/4/2010, 3:15 pm
تنويه هام : القصه حقيقيه و من الواقع .. و ابطالها تدهسهم اليوم عن عمد و بلا رحمة عجلات سيارات مسرعة... و تفصل السكاكين رؤوسهم عن اجسادهم بعد شهور و ايام من التعذيب الجسدي الوحشي اللا ادمي. .. و سط صيحات التهليل المحمومة " الله اكبر ..الله اكبر "...و تحت سمع و بصر الاجهزة الامنية الراضية كل الرضا عما يحدث من ارهاب ديني و مصادره للحق الانساني لكل من هو ليس مسلم .
جميع الاسماء الواردة بالقصة غير حقيقية . -----------------------------------------------
مصرع شيطان
الجزء الاول : تنظر " شيماء " لعقارب الساعة في يدها و كانما تستحثها علي المضي سريعا لكي تنتهي المحاضرة فتستطيع هي الخروج و الذهاب الي اقرب دورة مياه ليس فقط لقضاء الحاجه ..و انما لامر نسائي اخر ..ملح ..و محرج في نفس الوقت .. و هنا تلاحظ زميلتها " فاطمه " القلق و الحرج و التعب البادين علي وجه زميلتها شيماء الجالسة بقربها ..و تبداء في تخمين الامر علي الفور ..فالبنت تستطيع بسهوله ان تفهم ما يدور بداخل زميلتها من التعبيرات البادية علي وجهها ..و هنا تبداء عيون فاطمه في الاتساع تحت نقابها من الدهشة و هي تنظر لوجه زميلتها شيماء الذي ينطق بالالم ... بكثير من السخرية و التعالي و القسوة المعهودة في الفتيات المنقبات . انه اليوم الخامس من شهر رمضان ..و كان ينبغي علي شيماء المسلمة المتحجبة ان تضع هذا في اعتبارها و تستعد مسبقا حتي لا يباغتها الحيض في وسط الشهر فتتنجس و يبطل صيامها ..هكذا راح عقل فاطمة المتحجرة القلب و المشاعر يحدثها بينما عيونها تزداد في الاتساع و النظر بحدة اكثر و قسوة اكثر لزميلتها شيماء كلما لمحت اسنانها تعض شفتها من فرط ما تعانيه من الام لا حيلة لها فيها . و اخيرا ..يضع الدكتور الميكروفون معلنا انتهاء المحاضرة و يهم بالانصراف ..و فجاة يتعالي صوت فاطمه في نداء غريب للدكتور و كانما تستحلفه الا ينصرف و الا يضع الميكروفون و الا ينهي المحاضرة قبل ان يجيب علي تساؤلها ...و ازاء هذا الالحاح الغريب المفاجئ يندهش الدكتور و بالفعل يعود ثانية الي المنصة التي اوشك ان يتركها و يفتح الميكروفون معلنا استعداده لاجابة الطالبة المتسائلة ..فاطمة ..خاصة بعد ان لاحظ انها منقبة . و هنا تعض شيماء علي اسنانها من الغيظ و الالم و تنظر شذرا لفاطمة التي وقفت ببرود تتسائل علي مهل مريب و بتلكع مقصود و ظاهر للاعمي ..و من تفاهة السؤال يجيب الدكتور علي سؤال فاطمه قائلا " يعني اقول لك ايه ..بطلي تفكرى في ساعة الفطار و انتي في المحاضره عشان تعرفي تركزي شويه ..ياللا كل سنة و انتي طيبه "...و يضج الطلاب في المدرج بالضحك بينما تتصنع فاطمه البلاهة و هي راضية كل الرضي عن النتيجة النهائية و النصر العظيم الذي تحقق لها ..فقد استطاعت بدهائها ان تعاقب شيماء المتحجبة " المتبرجه" و تطيل من وقت المها و عذابها حتي كادت ان تفضح سترها ..عقابا لها علي رفضها ارتداء النقاب و اكتفائها بالحجاب الذي لا يخفي جمالها الاخاذ . و فور خروج الدكتور من المدرج تهرول شيماء في حركة هيستيرية ملحوظة من المدرج فتسقط من يدها اجندة المحاضرات ..و لا تلتفت شيماء للوراء لالتقاطها بل تتابع سيرها المحموم في اتجاه دورة المياه و يداها تعبث- في حركة محمومه لا تتوقف- في شنطتها بحثا عن كيس الفوط الصحيه ...و تفهم زميلتها و صديقتها " مني " ما تعانيه شيماء فتلتقط الاجنده من علي الارض و تهرول خلفها الي دورة المياه و يدها هي الاخرى لا تكف عن البحث في شنطتها عن نفس الفوط ..فربما لا تكون شيماء معها رصيد كاف . و علي مهل تتبع فاطمه المنقبه الاثنتين الي دورة المياه ..لا لشئ سوى لاستكمال لذة التشفي المجنونة في زميلتها المتبرجه شيماء . و في دورة المياه تقف شيماء و قد دمعت عيناها ..و بدات عينا زميلتها مني تدمع ايضا ..فلا هذه و لا تلك وجدت فوطا صحيه في شنطتها .. و من داخل احدي دورات المياه تخرج فتاة منزعجة من صوت نحيب شيماء الذي علا في طرقات دورة المياه العموميه للسيدات ..و علي الفور تفهم هي الاخرى سبب الازمه و في اقل من ثانية تمتد يدها لشنطتها لتخرج بكيس النجدة و الانقاذ و الغوث و تمد يدها به علي عجل الي شيماء و مني التي تتلقفه في هيستيريا و تخرج منه فوطة تختطفها شيماء التي لم يسعفها الوقت و لم تمهلها الحاجة الطارئة الملحة لتقول حتي كلمة " شكرا "..و لكن مني تتطوع عنها بتوجيه الشكر للفتاة المجهولة و تمد يدها الي الفتاة لاعادة ما تبقي من الكيس الي صاحبته ..و فجاة تقع عيناها علي بريق الذهب يتلالاء علي صدر الفتاة ..انه اسمها مكتوب بحروف انجليزيه من ذهب و يتدلي من السلسلة ..و خلفه تتدلي سلسلة اخرى اقصر.. يتدلي منها .." صليب" . و في تلك اللحظة تحس مني بمطرقة هوت علي يدها الممدودة بالكيس الي الفتاة ذات الصليب..انها فاطمة ..و قد هالها ان تري ما راته فضربت يد مني الممدودة الي الفتاة بالكيس ..بقوة و قسوة و سرعة عفوية حتي ان مني صرخت و الفتاة انتضفت الي الخلف من هول المفاجاة .. و هنا يعلو صوت فاطمة في كراهية و قسوة بالغة موجهة كلامها لمني بينما عيناها ترمقان الفتاة ذات الصليب في كراهية بالغة فتقول :
" ازاي يا مسلمة تساعدي واحده متبرجه كافره و مين امرك تسترى كافره ..سيبيها تغرق و تتنجس و تتفضح ..ربنا يعريها و يفضحها كمان و كمان "
ابن الكنيسة + المسئول الاول عن المنتدى +
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 34المشاركات : 6103معدل تقييم المستوى : 43بمعدل : 13048تاريخ الميلاد : 19/01/1990الكنيسة او الابراشية : : الانبا تكلا بالزقازيق
موضوع: رد: مصرع شيطان 8/4/2010, 3:18 pm
الجزء الثاني : يظهر وجه شيماء علي استحياء من خلف باب دورة المياه و قد ازعجها كثيرا صوت فاطمه و تواجدها في دورة المياه .. و علي الفور راحت تحاول التدخل لتوضيح الامور لفاطمه الثائرة الحانقة و التي - لولا خروج شيماء وتدخلها السريع - لانقضت علي الفتاة ذات الصليب و افتعلت مشاجرة لا يعلم الا الله وحده علي اي ضرر ستنتهي شيماء ( موجهة الحديث لفاطمة ) : انتي فاهمه غلط خالص ..ده احنا المفروض نشكرها ( تعني الفتاة ذات الصليب ) لانها هي اللي ساعدتنا و الكيس ده بتاعها مش بتاع مني ... و هنا تستدير فاطمه بوحشيه في اتجاه شيماء و تتحدث في عصبية بالغة و هي تنتفض : ما هو كله منك و من امثالك عشان مش بتعملي استعدادك قبل شهر الصيام ..وعشان كده بتحوجي نفسك لواحده كافره و تبقي مديونه بالشكر و المعروف لها . و تعلو الدهشة معالم الثلاثة فتيات : شيماء و مني و الفتاة ذات الصليب.. و تتسائل شيماء في داخلها : عن اي استعداد تتحدث هذه المعتوهه؟؟؟ الا يكفي اني صائمه و لم اكل و لم اذوق الماء منذ اذان الفجر ؟؟؟ و لان شيماء البالغة الان من العمر 17 عام هي فتاة نحيفة و هزيلة و ضعيفة البنية للغاية ..لذا فقد كان بلوغها الجسدي كفتاة متاخرا جدا...و هذا هو اول رمضان يمر علي شيماء كفتاة بالغة اذ لم تظهر عليها علامات البلوغ الا بعد ان بلغت سن السادسة عشر. اما زميلتها مني ..و هي فتاة طاغية الانوثة ..فقد بلغت مبكرا و هذا هو ثالث رمضان تصومه و هي فتاة بالغة ..و لذا فقد خمنت علي الفور ما تعنيه فاطمه بالكلمات " الاستعداد..قبل شهر الصيام "...و لذلك ايضا فقد امسكت بكتفي فاطمه محاولة تهدئتها و هي تقول : معلش يا فاطمه اعذريها..اصلها لسه " جديده في الموضوع " و مش فاهمه ايه اللي انتي تقصديه...هدي نفسك و انا هافهمها و في تلك اللحظه فقط تبداء الفتاة ذات الصليب في استيعاب ما تعنيه هذه المنقبة المتوحشه ..فتاخذ الكيس من يد مني و تضعه في شنطة يدها و قد احمر وجهها خجلا و راحت اصابعها ترتعش من الانفعال و التوتر ..و تنسحب الفتاة فورا من الوسط قبل ان تحدث اي تطورات اخرى هي في غني عنها كفتاة ..تعلق صليبا علي صدرها.. في مجتمع لا يعرف الا الكراهية لهذا الصليب و لمن يحملونه . و تتابعها فاطمه اثناء انصرافها بعيون شرسة و قد تعلقت عيناها بسيقان الفتاة و حذائها ذي الكعب العالي . و ما ان غابت عن ناظريها حتي التفتت للفتاتين المذعورتين و راحت تعلق علي تنورة و سيقان الفتاة و حذائها قائلة : اعوذ بالله من كل فاجره كافره تحب تتعرى و تنظر شيماء لمني نظرة سريعة و هي توشك علي الضحك من تعليق فاطمه الملئ بالافتراء و الظلم و التجني ..فالفتاة ذات الصليب كانت ترتدي تنوره طويله نسبيا و تغطي الركبة و ما بعدها و لا يظهر منها الا جزء لا يعادل ثلث الساق ..و هي واسعه فضفاضه ايضا و ليست ضيقة ..اما حذائها فيبدو ان ثمنه " خيالي "..لانه واضح من هيئة الفتاة ذات الصليب و ملابسها انها من اسرة ميسورة الحال جدا ..و تتذكر مني انها تصادف مرة و رات نفس تلك الفتاة تدخل من بوابة الكلية و هي تقود سيارة فارهة يتغني الشباب الطموح " بعيونها و اسمها البراق في عالم السيارات ". و تهم الفتاتين بالانصراف و لكن فاطمه تستوقفهما قائلة : و لما هي " جديده في الموضوع " ( تقصد شيماء ) كان من واجبك يا صاحبتها المسلمه ( توجه الحديث لمني الان ) انك تفهميها و توعيها عشان ما يحصلش اللي حصل و احنا في شهر الصيام . و تحاول مني اختصار الحوار مع تلك المنقبه المتزمته المتعجرفة لكي لا تتهور عليها و يحدث مالا يحمد عقباه : حاضر ..انا فاهمه كل اللي تقصديه ..و حافهمها ..عن اذنك بقي لاحسن الدكتور حايدخل المدرج و ممكن ما يرضاش يدخلنا . و ترفع فاطمه يدها لتستوقفهما مرة ثانية ..و تنحني علي شنطة يدها لتفتحها و تبداء يدها في البحث عما تريد اعطاؤه لشيماء و مني . و اثناء بحث فاطمة في شنطتها يسترعي انتباه شيماء انها تسمع صوت احتكاك العلب البلاستيكيه لشرائط الكاسيت مع بعضها ..و علي الفور تخمن ما تبحث عنه فاطمه و ما تريد اعطاؤه لها ..و يبدو انها تحمل الكثير من شرائط الكاسيت هذه في شنطتها ..و لذلك تمد شيماء رقبتها في فضول طفولي حتي ادركت عيناها يد فاطمة التي تغوص في الشنطة و تبحث . و تلمح شيماء شيئا يلمع في شنطة فاطمة ..و يلوح منه بريق خفيض لكنه مميز للمعدن الذي يعرفه الاعمي قبل المبصر . و تتسمر شيماء في مكانها و تتسع عيناها في دهشة و قد عقدت المفاجاة المروعة لسانها فبدت مثل تمثال رمسيس بل اسواء حالا ..لان التمثال المشهور يقف صاحبه وقفة الشجاع المقدام الواثق من نفسه ..اما شيماء فقد تسمرت كتمثال لشبح خائف ..مذعور ..لا يحس باقدامه من تحته من هول ما راته . و اخيرا تخرج فاطمه يدها من شنطتها لتخرج باربعة اشياء : شريط كاسيت ..و شريط حبوب ..وكتيب صغير يستطيع اي مسلم تخمين محتواه ..و اخيرا ..كارت شخصي. و تمد يدها بشريط الحبوب اولا لشيماء و تقول في توضيح : تاخدي منه قرص كل يوم و انشاءالله ينجدك في رمضان ده ..و لو ما عملش المفعول المطلوب يبقي المفروض تشترى واحد زيه و تاخديه قبل رمضان اللي جاي بفتره عشان ما يحصلش اللي حصل لك النهارده و يضيع عليكي الصيام و تنظر شيماء لوجه فاطمه المنقب في رعب بادي و بحركة تشبه حركة الانسان الالي ترتفع يدها المرتعشه و تتناول منها الشريط و هي صامته كالاخرس الذي لم ينطق بحرف واحد طول عمره . و تتناول فاطمه شريط الكاسيت و هي تقول موضحة :
و الشريط ده للشيخ عبد الحميد كشك..اسمعيه كذا مرة عشان تعرفي و تفهمي كويس المفروض تعملي ايه لو اضطرتك الظروف للتعامل مع كافر او كافرة زي اللي كانت هنا دلوقتي.
و بنفس الحركة الاوتوماتيكيه تتناول شيماء الشريط و هي ترمق برعب حركات فاطمه و اكتافها العريضة القوية و يديها الغليظتين التي لم يفلح القفاز الاسود الذي يغطيهما في التقليل من ملامح الرجولة البادية علي الكفين الغليظين و الاصابع الضخمه . و تستانف فاطمة التوضيح لثالث شئ التقطته من جراب الحاوى :
و دي "سورة التوبه" ..احفظيها زى اسمك عشان تتقربي من الله بدل ما انتي مش عارفه دينك و لا عارفه راسك من رجليكي كده ...الله " يهديكي".
و لا تنطق شيماء لانه علي ما يبدو ان لسانها قد التصق بحنكها و ابتلعته مع ريقها الجاف ..ففقدت النطق و اخيرا تصل فاطمه الي الكارت الشخصي ..و تبداء شيماء تتنفس الصعداء ..فالموقف يوشك علي الانتهاء و سياذن الله لها بالرحيل من امام تلك الغوريلا . و باهتمام شديد تناول فاطمه الكارت لمني و ليس لشيماء كما كانت تتوقع ..و توجه وجهها لمني و هي ترمق جسدها الانثوى الطاغي الانوثة بنظرات غريبة و تقول.. موجهة حديثها لمني : و ده كارت واحد شيخ عالم جليل في الطب النبوى ..و ممكن تروحوا له لو كان عندكم اي مشكله ..و خصوصا المشاكل النسائيه ..بدل ما تروحوا لواحد كافر و اللا كافره و تنكشفوا عليهم و العياذ بالله ..و لو عاوزني اروح معاكم ما فيش مشاكل انشاءالله. و تنظر مني لوجه شيماء الاصفر الذي هرب منه الدم و بدت و كانها ستسقط مغشيا عليها في خلال لحظات..و لكن مني لا تستغرب الامر فالظروف الصحية "الطارئة" التي تمر بها شيماء بالاضافة الي الصيام من السهل جدا ان يصيبا فتاة هزيلة كشيماء بالاغماء ..فتبادر فاطمه بالقول علي عجل : طيب طيب ..شكرا ..بعد اذنك لاحسن شيماء شكلها تعبان قوى و خايفه تدوخ مني و لا تقع هنا في التواليت .. بيتهيالي المفروض تقعد في الكافيتيريا شويه في الهوا لحد ما تفوق و بلاش المحاضره لان المدرج مكتوم و مافيش هوا كفايه فيه . و ترد فاطمه بلهجة فيها كثير من السخريه و التعالي و الشماته : خلليها تروح البيت يا شيخه و تفطر ..ما هي خلاص " فطرت" و ما عادش ينفع حاجه ..الله يهديها . و ترد مني و هي تاخذ بيد شيماء و تسند وسطها باليد الاخرى تحسبا لترنحها او سقوطها مغشيا عليها : طيب ..سلام ..شكرا . و بعد خطوات ثقيلة و متعثرة تصل مني بشيماء للكافيتيريا و تقودها نحو اول مقعد خالي صادفته ..و تتهالك شيماء و هي تتهاوى جالسة علي المقعد و كانما توشك فعلا ان تسقط مغشيا عليها ...و تبادرها مني بالقول : اجيبلك كباية ميه ..لو تعبانه النهارده افطرى ان الله غفور رحيم و تهز شيماء الصامته راسها معلنة الرفض ..و لكن هذه المرة كانت مغمضة العينين و قد امسكت يمينها بجنب راسها كمن يشكو من صداع حاد. و تمر لحظات ثقيله بعدها تفتح شيماء عينيها لتقول لمني : عاوزه اروح البيت . و علي الفور تمسك مني بيدها لتساعدها علي الوقوف و السير ..و ماهي الا دقائق حتي كانت السيارة الاجرة التي استوقفتها مني علي عجل تنهب الطريق مسرعة في تجاه منزل عائلة شيماء الخائرة القوى . و بعد ان فتحت الام الباب و بعد شرح سريع و مختصر من مني لتوضيح ما جرى للام المذعورة من مظهر بنتها المتعب ترتمي اخيرا شيماء علي فراشها و تتنفس بصعوبه بالغة ..و لكن تبدو علي وجهها علامات الارتياح النسبي و الاسترخاء ..و تلاحظ مني الجالسة بجوارها علي السرير ذلك فتفهم ان الفرصة سانحه للسؤال و الاستفسار . و تبادر مني بالسؤال : مالك ..شكلك كان تعبان قوى و عامله زي الاخرس و كانك شفتي عفريت و اخيرا تفتح شيماء فمها لتتكلم كمن نسي كيف يكون الكلام و اخيرا استرد بعضا من معلوماته عن الكلام و الحديث و كيفية تحريك اللسان في الفم لنطق الكلمات . و تخرج الكلمات بطيئه و ثقيلة علي لسان شيماء التي راحت - وسط دهشة مني التي فغرت فاها من هول الخبر- تتمتم كمن يعاني من غيبوبة او صدمه عصبيه :
طبنجه ..معاها طبنجه في شنطتها
ابن الكنيسة + المسئول الاول عن المنتدى +
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 34المشاركات : 6103معدل تقييم المستوى : 43بمعدل : 13048تاريخ الميلاد : 19/01/1990الكنيسة او الابراشية : : الانبا تكلا بالزقازيق
موضوع: الجزء الثالث 8/4/2010, 3:24 pm
الجزء الثالث التفت الاسرة حول مائدة الافطار و راحت شيماء و زميلتها مني - التي استبقتها ام شيماء للافطار معهم نظرا لاقتراب اذان المغرب و بعد منزلها - تحاولان بشتي الطرق الاتصال بمنزل مني لاخبار اهلها بانها ستكون ضيفة شيماء و عائلتها علي الافطار و اخيرا و بعد محاولات مضنية يرد ابوها و لدهشة شيماء تجد الرجل يتقبل الامر ببرود غير عادي . و ماهي الا دقائق حتي دوى صوت المؤذن معلنا السماح ببدء الهجوم البربري للجائعين العطاشي علي كل ما تشتهيه الانفس من طعام و شراب..و ايضا.. .علي اشياء اخرى.. غير الطعام و الشراب و تتجرع شيماء رشفات من الماء في تتابع و هي تغمض عينيها و تردد في ايمان حقيقي " اللهم علي صومك ...الخ" ..و تتابعها مني بعينين ملؤهما الاعجاب بتلك الفتاة النحيلة التي تملك قوة و قلبا يندر ان يوجدا في فتاة ..قلب يؤمن ..و يستطيع ان يؤمن ...و تتعجب مني في داخلها من حال نفسها ..لانها - لو جئنا للصراحة و الحقيقة بلا رتوش - لا تؤمن في داخلها بشئ ابدا ..لا بصيام و لا بثواب و لا بعقيده ...و لكنها تتبع ما يمليه مجتمعها الشرقي من حولها علي الفتاة الشرقيه من قواعد و تقاليد و قوانين صارمه و متزمته بخصوص العفة و السمعة الحسنة و لو كانت تلك القواعد تحض الفتاة علي الزيف و الرياء في سبيل احتفاظها بسمعة طيبة في عيون الناس. و لان مني كانت احدي هؤلاء اللائي لا يفارقن المراة من فرط اعجابهن بانفسهن ..فقد كان اهم شئ في نظرها هو نفسها و جمالها كفتاة...و من اجل الفوز بالعريس الاغني بين المتقدمين فانه - بصفتها فتاة متوسطة الحال - كان يتحتم عليها ان تضيف لرصيد جمالها الانثوى و جسدها الرشيق الممشوق رصيدا اخر لتكون غاية و منتهي امال العريس الميليونير الذي تحلم به ..و هذا الرصيد الاضافي كان اسمه " السمعه الطيبه" ..لانها - و كل فتاة شرقية - تعلم تمام العلم بان الرجل الشرقي رجل غيور ..و يمكن ان يبصق فتاة رائعة الجمال لو ان سمعتها غير طيبه ليرضي بمن هي اقل منها جمالا و التي تتحلي بتلك السمعة الطيبه . ومن هنا راحت مني و ام مني يعدان الفتاة مبكرا لتكون مستحقة لنوال اغني العرسان ...و تمثل هذا الاعداد في ان ترتدي مني الحجاب لتتحلي ظاهريا بتلك الفضيلة الزائفة ..و ان تبالغ في اظهار صومها اذا ما حل رمضان ..و ان تكثر من الصلاة امام المعارف و الاقارب و الجيران ( الاناث بالقطع ) حتي تتناقل الجارات الثرثارة و العمات و الخالات اخبار مني ..الفتاة الرائعة الجمال ..الممشوقة القوام .." المتدينه ". و كان من الطبيعي ان تحس مني بالزيف يفترسها افتراسا لانها كانت تعلم علم اليقين في داخلها ان حجابها و تعففها الظاهرى و صيامها و صلاتها ليست كلها الا ادوات تستخدمها هي للوصول الي غاية امانيها .." عريس ميليونير "..و ليست للتقرب الفعلي الي الله . و لهذا راحت مني تتامل شيماء في اعجاب ..لان هذه النحيفة الهزيلة المتوسطة الجمال كانت تملك الشئ الذي لا تملكه مني الطاغية الانوثة و الرائعة الجمال ..و هذا الشئ كان هو " الصدق الداخلي مع النفس ". و للحظة ..ودت مني لو انها تستطيع ان تمد يدها في قفص شيماء الصدرى لتنتزع قلبها الصادق و تضعه في قفصها الصدرى ..فيزيد رصيدها في عيني نفسها فعلا و تسترد احترامها لذاتها الذي فقدته يوم اتبعت وصايا امها و ابوها بالحرص علي الرياء و التظاهر بالتقوى و العفة . و هنا ترتجف مني اذ تتذكر بشاعة نفسها ...لانها لو خيروها كفتاة ..فانها تفضل ارتداء بنطلون جينز ضيق او تنورة قصيره فوق الركبه مع ماكياج كامل و شعر غجرى ..علي ان ترتدي هذه الملائة البغيضة التي تخفي جمالها الفتان و لا تسمح لها باظهار انوثتها الطاغية لتخلب لب الرجال شبابا و كهولا ..و ترضي احساسها الداخلي كانثي . و تنتبه شيماء اخيرا الي نظرات مني ..و تتدارك الاخيرة نفسها و ترفع كاس الماء نحو شفتيها هي الاخرى و تتمتم بنفس الدعاء و لكن ليس بالقلب ..بل فقط بالشفاه التي اعتادت ترديد الادعيه و الاذكار باعلي صوت ممكن للفت الانتباه الي عفة و تدين هذه الفتاة الرائعة الجمال . و اخيرا تنفرد شيماء بمني في ركن من المنزل اثناء احتساء الشاي بعد الافطار و تنتهزها فرصة لتستفسر من مني عن سر برود ابوها في تقبل غياب ابنته عن منزلها ساعة الافطار و السماح لها بالافطار عند صاحبتها بهذه السهولة . و ترد مني بشئ من المرارة : اصلهم ما بيصدقوا المدفع يضرب عشان ياخدوا راحتهم ..و طبعا وجودي بيعمل لهم احباط و قلق ..و ما بيصدقوا يخلصوا مني ساعتين عشان ياخدوا راحتهم. و تفهم شيماء قصد زميلتها ..و فجاة تعود بالحديث عن فاطمه و هنا تضحك مني من " هلوسة " شيماء ..و تقول لها : يا شيخه طبنجة ايه ..تلاقيه قلم تخين شويه و اللا صباع روج مخبياه في شنطتها ..و انتي بس من رعبك منها فكرتي ان اللي انتي شوفتيه في شنطتها ده مسدس ..صحيح انها عامله زي المجرمين ..بس مش حاتوصل لانها تشيل مسدس . و تظهر الدهشة علي وجه شيماء عند سماعها كلمة "صباع روج" و تسال في لهفه : صباع روج ازاى ..دي واحده منقبه ؟؟؟ و هنا تلمع عيون مني وتسرح بعينيها في عالم اخر من الذكريات حتي خيل لشيماء انها لا تحس بوجودها..و لكنها اخيرا تلتفت لوجه شيماء الحائر المستفسر و ترد في نبرة الواثق المتاكد من معلوماته : منقبه ؟؟؟...اسكتي بس ...اصلك ما تعرفيهاش ...لكن انا عاشرتها ست سنين ..من اولي اعدادي.. لغاية اولي تجاره ..و عارفه كويس اصلها و فصلها . و يزيد الغموض امام شيماء ..و تحس بان زميلتها تعرف من الخبرات في الدنيا ما تحتاج هي لمئة سنة لمعرفته...و لكنها تقرر الا تظل عمياء و بلهاء و غارقة في تلك الحيرة ..فترد في حده كمن يطلب حلا فوريا للغز المحير الذي اتعب ذهنه : لا ..لا ..بالراحه عليا بقي عشان نافوخي ما يضربش ..دي كانت بتكلمك و كانها بتامرك ..ازاي بقي عاشرتيها ست سنين و ازاي بتكلمك بلهجة الامر و كانها ما تعرفكيش ؟؟؟؟ مني : اصل الحكايه يا ست شيماء مش سهلة زى ما انتي متخيله ...و لو عاوزه تعرفي بقي الحكاية ..قومي اعملي لنا كبايتين شاي تاني و كترى السكر ..لاحسن يظهر ان القعده في بيتكم حاتطول .
ابن الكنيسة + المسئول الاول عن المنتدى +
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 34المشاركات : 6103معدل تقييم المستوى : 43بمعدل : 13048تاريخ الميلاد : 19/01/1990الكنيسة او الابراشية : : الانبا تكلا بالزقازيق
موضوع: رد: مصرع شيطان 8/4/2010, 3:28 pm
الجزء الخامس :
و ما هي الا نصف الساعه حتي كانت فاطمه تطرق باب منزل اهلها بعنف و سرعه حتي ان اخيها الاكبر " مصطفي " البالغ من العمر 21 عاما وقتها استعد بالطبنجه الميرى المسروقه التي يخفيها بين طيات ملابسه لانه تخيل ان ساعته قد حانت و ان رجال امن الدولة قد اتوا لاعتقاله اخيرا نظرا لنشاطه الاسلامي المتطرف و الذي اشتهر به علي مستوى كلية الحقوق جامعة ......
و من خلف ستائر النافذه الضيقه في غرفته ينظر بعيون كلها تحفز و رعب ليستطلع كم قوات الامن المركزي و العربات المصفحه المدججه بالجنود و السلاح التي كان مصطفي يظن انها بلا شك تحاصر المنزل الان ...و لكن لا شئ هناك يقف في الشارع سوى بائع فول بعربه كارو يجرها حمار ..
و تقفز الام من مقعدها لتهرول في فزع نحو الباب لتستطلع هوية الطارق المفاجئ المتعجل بينما يدق قلب الاب بعنف اذ يظن ان الطارق ليس الا رجال مباحث الاموال العامة و قد اتوا للقبض عليه بعد ان اكتشف مدير الشركة التي يعمل فيها الكم المهول من الاختلاسات و المخالفات المالية التي ارتكبها الحاج محمد ..ابو مصطفي
و في الغرفة المجاورة لغرفة الاخ الاكبر مصطفي تجلس هناء ..اصغر اخوات فاطمه ..و التي كان عمرها وقتها ست سنوات و قد ملاء الرعب قلبها هي الاخرى حتي بدات تنتحب و تبكي بصوت خفيض من فرط الخوف ..فقد ظنت ان الطارق من رجال الشرطه ايضا و قد اتوا للقبض عليها بعد ان اكتشفت مدام " ايزيس" جارتهم المسنة التي تسكن في الشقة المقابلة لشقتهم -و التي كثيرا ما كانت تستعين بهناء لشراء اغراضها من البقال نظير مبالغ ماليه تصل لجنيهين في المرة الواحده - اختفاء العشرين جنيها التي سرقتها هناء من دولاب مدام ايزيس المفتوح اثناء ذهابها للمطبخ لوضع الاغراض التي اشترتها هناء و التي كانت توهم مدام ايزيس بانها تخدمها سرا دون علم ابيها و امها ..بينما الحقيقة هي ان العشرون جنيه المسروقة استقرت فورا في كيس الحاجة ام مصطفي بعد المديح و الاشادة و الاثناء علي هناء " الشاطره" و مكافئتها بجنيهين من حصيلة السرقه..تلك السرقة التي كانت تباركها الاسرة كلها و التي اعتاد ابوها و اخوها الاكبر ان يسبغا عليها اسم " الجهاد المشروع ضد الكفار و عباد الصليب ".
هكذا راح كل من في المنزل تقريبا يتوقع " الاسواء" من هذا الطارق المتعجل الغاضب الذي يطرق بابهم بعنف و تتابع في الساعة العاشرة من الصباح .
لكن فور رؤية الام وجه ابنتها فاطمه الغاضب الثائر و قد اوشكت الدموع ان تخرج من مقلتيها يعلو صوتها منادية " الحاج" لكي يستطلع الامر و يفهم ما اصاب ابنته فاطمه .
و لكن علي الجانب الاخر ..تجلس نيفين التي افاقت بعد جهود مضنية و قد ادركت- بعد شرح مطول من زميلات فاطمه المقربات - انه برغم كل شئ و بالرغم من اللكمة القوية التي اوشكت ان تحطم ضلوعها الا انه صار يتوجب عليها الان ان تحاول اصلاح ما افسدته الصدفه و ساهم في افساده الحظ العاثر و ان تتدارك النتائج الغير محموده لهذا الخطاء الغير مقصود... و ما هي الا ربع الساعة حتي كان وفد - مكون من ثمانية طالبات من المرحلتين الثانوية و الاعدادية و معهم ناظرة المدرسة و مدرسة اللغة الفرنسية و بالقطع " نيفين" و بمصاحبتها ثلاثة اخريات من زميلاتها المتفوقات - يتحرك علي عجل في اتجاه منزل الطالبة الغاضبة " فاطمه محمد" بارشاد الطالبة الوحيده التي تعرف مكان سكن فاطمه ..زميلتها " مني" ..التي راحت تتابع رواية القصة لشيماء المفتوحة العينين و الاذان و الفم ايضا .
شيماء : و بعدين ..ايه اللي حصل ؟؟؟؟
مني : تفتكرى ايه اللي ممكن يحصل من واحده زى فاطمه و اهلها ..طبعا نيفين حاولت تعتذر و مدرسة اللغة الفرنسية حاولت تهون الامر بقولها انها هي شخصيا كانت ضحيه من ضحايا الحفل و ان التهريج طالها هي الاخرى و لكن مع ذلك فهي و كل الطالبات ياخذن الموضوع بروح الدعابة الطيبة و المرح و الاخوية و لا يقمن للالقاب الساخرة التي خلعها الحفل عليهن وزنا في الحياة العمليه ...
و لكن هيهات ..ففاطمه المريضة بالنرجسية الاسلامية التي اتخمها بها ابوها و اخوها مصطفي ..يستحيل ان تقبل اعتذار نيفين " المسيحية ..الكافره..عابدة الصليب".
و لكن تحت ضغط الكلمات "هو انا ماليش خاطر عندك يا فاطمه" التي صدرت من ناظرة المدرسة يتداوى جزء طفيف من كبرياء الحاجه ام مصطفي المجروح بسبب" الاهانة البالغة و الجريمة الشنعاء التي لا تغتفر" التي ارتكبتها نيفين المسكينة المعصوبة العينين اثناء مزاحها مع بنتها ...ست الكل ..فاطمه
و اخيرا تتظاهر الام امام الجميع و خاصة امام الحاح ناظرة المدرسة- بالنيابة عن فاطمة الرافضة - بقبول الاعتذار ..و ينصرف الوفد بعد ان ادي مهمته في تطييب خاطر فاطمه الغاضبه ...و بعد وعد من الام بان تكون هي من يحضر ابنتها لباب المدرسة في الصباح الباكر .
ولكن ياليت فاطمه ما غضبت و لا خرجت من المدرسة غاضبة بعد ما لكمت نيفين في صدرها لان تصرفها العفوى العنيف هذا هو في حد ذاته-و ليس الحادث نفسه- كان سبب ماساتها ...لان الطالبات الخبيثات ..و بالاخص الطالبات اللائي اعتادت فاطمة فرض سطوتها عليهن بقوتها الجسديه و اللائي طالما تلذذت فاطمه بمضايقتهن و التحرش بهن(نقصد الشجار و ليس شيئا اخر ) في الماضي..هؤلاء الخبيثات تلقفن هذه الحادثه الفريدة بشغف.. و وضعن الحادث و ملابساته بكل تفاصيله الدقيقة تحت المجهر للفحص و التحليل و التدقيق ..و اخيرا خرجن بنتيجة دقيقة و اكتشاف مذهل من هذا الحادث العرضي..فهذه الدبابة البشرية بالرغم من قوتها الطاحنة و فتكها المحتوم باي غريم تسول له نفسه الوقوف في طريقها ..الا انها تعاني من نقطة ضعف قاتلة ..فهي مريضة بالنرجسية و جنون العظمة و معقدة نفسيا و حساسة للغاية لاي تعليق ساخر ..و من هنا بدان في اعداد خطهتن الجهنميه للانتقام ممن اذاقتهن الذل و الهوان في الماضي بقوتها الجسدية و دونما ذنب اقترفنه سوى انهن كن عاثرات الحظ بما فيه الكفاية ليجدن انفسهن في طريقها بمحض الصدفه . و هكذا انتهي تحليل الطالبات الخبيثات للحادث و تلك هي النتيجة المذهلة التي خرجن بها :
فمن يخرج من المدرسة غاضبا مهزوما هكذا من مزحة غير مقصوده .. لابد و انه شخص"نازى النزعه".. و حتما سيغادر الكرة الارضية كلها غاضبا و راحلا لكوكب اخر اذا ماتعرض للمزاح الساخر المهين المقصود علي الملاء ...و اذن فقد حان الوقت لهن للانتصار ..لاسترداد كرامتهن المفقوده ..لاذلال من سبقت فاذلتهن بلا سبب ..و ليجعلن حياة من اذاقتهن الهوان في الماضي و تسببت بعضلاتها في تغيبهن اياما عن الدراسة و المدرسة خوفا من سطوتها ..جحيما .
و في الغد تدخل فاطمه المدرسة و العيون تتبعها و الهمس و القهقهات الساخرة المكتومة تتبعها اينما ذهبت او جلست في المدرسة ..من طالبات المرحلة الاعدادية و الثانوية علي حد سواء ...و لكن بالاخص من مجموعات معينة من الطالبات تتزعم كلا منها طالبة سبقت فاطمه فالحقت بها الاذي في الماضي او تحرشت بها و ضايقتها بلا سبب ..و باختصار ..هو انتقام الانثي من الانثي ..و ياله من انتقام ليس فيه رحمة و لا شفقة ..و لكن نظرة فاحصة عن كثب يمكنها تحديد الطالبات اللائي تزعمن تلك الخطة و الحملة الانتقامية من فاطمه ..فكلهن محجبات ..و كلهن عاملات بالمبداء العقائدي الاسلامي الانتقامي القائل " العين بالعين و السن بالسن ..و البادئ اظلم "...
و مر اسبوع كانت المدرسة كلها لا حديث لها و لا فكاهة الا "مخبر امن الدولة "..حتي صار لزاما علي فاطمه ان تندس مختبئة في دورة المياه طوال فترة الاستراحة المدرسية في منتصف اليوم الدراسي و حتي انتهاء فترة الاستراحة تلك و العودة للفصول لتتفادي السخرية و التعليقات اللاذعه التي تنهال علي اذانها يوميا من الخبثاء من كل صوب .
و ما هو الا شهر حتي صارت فاطمه لا تنام.. و لا تستطيع النوم من فرط الحنق و الغضب و الاحساس بالذل و الهوان الا قبل مطلع الفجر..و باستخدام المنومات و المهدئات العصبية..
و لا ياتيها النعاس ابدا الا بعد ان تلعن نيفين و صليب نيفين و كل من تحمل صليبا كنيفين..مئات المرات..و اخيرا تنام لتحلم بانتقامها من نيفين و من صليب كل مسيحيه.
و بالقطع كانت الحاجه ام مصطفي -والدة فاطمة -تقاسي الامرين من ثورة ابنتها فاطمه لاتفه الامور و حنقها الدائم علي كل من حولها و مقاطعتها للجلوس علي المائدة مع باقي افراد اسرتها لتتجنب تعليقات اختها الخبيثة سليطة اللسان " هناء" التي رات في لقب " مخبر امن دولة " الوسيلة المثلي للانتقام من شقيقتها الكبرى فاطمه التي طالما ضربتها و ركلتها و صفعتها لا لذنب و لا لشئ سوى لتلذذها المجنون باستعراض قوتها الجسديه في شقيقتها الصغرى هناء
و مرت شهور علي هذه الحال و فاطمة تتناول طعامها علي انفراد في ركن من حجرتها بالمنزل و لا تنام الا قبل مطلع الفجر لتستيقظ بعد ساعتين علي مضدد للذهاب للمدرسة حيث تكمل نومها في الفصل و حيث كان شخيرها كثيرا ما يعلو وسط الدرس لينتبه الجميع الي فاطمه التي تغط في نوم عميق اثناء الحصص الدراسية .
و ازاء هذا التدهور و الانهيار المتواصل لا تستطيع الام ان تقف صامتة ..فتجلس عشية يوم في ركن من المنزل مع الحاج محمد ابوها و مع اخيها الاكبر مصطفي لبحث المشكلة و البحث عن حل لانقاذ فاطمة و الانتقام من زميلاتها الخبيثات.
و هنا يخرج مصطفي - الاخ الاكبر لفاطمه - بالحل ..و يضع الخطه التي غيرت مجرى حياة اخته فاطمه للابد .
و في الصباح الباكر تستيقظ فاطمه علي صوت امها من حلم اعتبرته فاطمه..
" الذ احلامها "
...فقد كانت تحلم بانها تخنق نيفين و تقطع ايديها و تسمل عينيها و تبصق علي وجهها و تدوس بقدمها بكل قوة علي صدر نيفين ..و علي صليب نيفين المعلق علي صدرها..
و تحكي فاطمه لامها الحلم ..و تتهلل اسارير امها فور سماع الكلمات ..و تحتضن ابنتها و هي تقول :
بشرة خير يا بنتي ..بشرة خير"..و تتابع حديثها لبنتها بصوت متهدج ..و تقول :
" عارفه انا باصحيكي النهارده متاخر ليه؟؟؟"
و تنظر فاطمه للساعه المعلقه علي الحائط فترى انها جاوزت التاسعة صباحا ..و تقول بصوت متعب لامها :
و ترد الام بابتهاج و اسارير متهلله كمن يزف بشرى مفرحه :
" انتي حاتروحي النهارده مع اخوكي مصطفي عشان فيه واحد شيخ كبير قوى سمع بمشكلتك و طلب من مصطفي اخوكي انه يجيبك تقابليه و هو حايحلها لك "
و تستفسر فاطمه :
" حانقابله فين ؟؟؟"
و ترد امها كمن يستبشر بقدوم الفرج و النصر القريب و الاكيد :
" حاتقابلوه في مسجد الجمعيه الشرعيه ..
ده اللي حايخليكي تدوسي بجد برجلك علي رقبة نيفين و صدر نيفين و صليب كل واحده زى نيفين كمان
™¤¦ابانوب عماد¦¤™
النوع : نوع المتصفح: : الجنسية : المهنة : الهوايات : تاريخ التسجيل : 02/09/2009العمر : 33المشاركات : 7907معدل تقييم المستوى : 22بمعدل : 8764تاريخ الميلاد : 06/08/1991الكنيسة او الابراشية : : كنيسة الملاك ميخائيل