التدريب في الطريق
فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه ( مز 107: 30 )
إن معظم رجال الله على مرّ الأجيال اعترضت طريقهم التقلبات بشكل ظاهر، مثل أولئك "النازلين إلى البحر في السفن، العاملين عملاً في المياه الكثيرة" الذين قد يُقال عنهم "يصعدون إلى السماء ويهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء".
قد يُرَون أحياناً على الجبل وأحياناً أخرى في الوادي. أحياناً يتمشون في نور الشمس، وأخرى تلفحهم العاصفة.
وليست هذه حالة الأشخاص الممتازين فقط، ولكن كل مسيحي في الغالب مهما كانت حياته مُريحة وهادئة، فإنه يعرف شيئاً عن هذه التقلبات.
إن رجل الإيمان لا بد أن يكون طريقه خشناً، وحسن أن يكون هكذا. لأنه لا يوجد إنسان صحيح العقل إلا ويفضِّل أن يوضع في طريق خشن، من أن يوضع في طريق منزلق. والرب يرى حاجتنا إلى التدريب بالخشونة والصعوبات، ليس فقط لكي نجد الراحة أخيراً أحلى، بل لكي نكون أيضاً أحسن تدريباً واستعداداً وصلاحية لذلك المكان الذي سوف نشغله، وسوف نُدرك هناك أن طريقنا هنا على الأرض لم يكن أبداً خشناً أكثر من اللازم، بل أننا على العكس ما كنا نستطيع أن نسير دون أحد هذه التدريبات التي وقعت جميعها في نصيبنا.
ونحن نرى الأشياء غير واضحة الآن، وفي غالب الأحيان لا نستطيع أن نرى الحاجة الداعية إلى كثير من التجارب والأحزان. وأكثر من هذا فطبيعتنا القلقة قد تشعر في أغلب الأوقات أنها مُعرّضة للتذمر والعصيان، ولكن علينا فقط أن نصبر وسنجد أنفسنا قادرين دون تردد، وبروح وحاسيات الرضى الكامل نقول: هو يهدينا طريقاً مستقيماً حتى يأتي بنا إلى مدينة سكن ( مز 107 : 7)